الثلاثاء، 10 يونيو 2008

أميرة كوردية ولكنها تتحدث العربية.؟

أميرة كوردية ولكنها تتحدث العربية.؟
بعد الأطلاع وقرأة مضمون مقالة بعنوان أيهما أكثر أهمية التسمية أم المسمى وهي منسوبة الى الأخت والسيدة والأميرة عالية بايزيد أسماعيل بك المحترمة.
فأعتقد بأن هذا العنوان والمضمون جاءت ردآ أو تعليقآ على عنوان ومضمون مقالتي الأخيرة وهي تحت عنوان أنت أيزيدي كوردي أم يزيدي عربي.؟
ففي البداية أقول لحضرتها وللجميع وخاصة العائلة الأميرية المحترمة بأن كل ما أكتب وأنشر وأبحث عنه ليست تحديآ لهم أو محاولة ضعفهم أو محاولة كسب التسمية الشاهد على قومه وغيرها من هذه الجمل والمصطلحات الدينية والقومية والسياسية ولكنني لاأنكر بأنني أحاول وأتعمد دائمآ وعند أبسط موقف الى توجيه مثل هذا السؤال وتحت عدة مسميات.
وهي من نحن هذه المجموعة البشرية المحيرة والمتحيرة على هذا الكوكب العظيم التي تحمل على سطحه العشرات من الأجناس واللغات والأفكار والعقائد والأديان والطوائف. فهل نحن أيزيديين وآريون وزه رده شتيون وأكراد القومية واللغة ونشأنا في الكهوف والجبال الشمالية و لم تكن لدينا لغة أخرى وخاصة اللغة العربية مع كل أحترامي .؟
أم نحن يزيديون ومن أتباع ومخلفات ذلك الخليفة العربي والأسلامي القومية والفكر يزيد بن معاوية 40 – 43 الهجري ونشأنا ووجدنا في الصحارى والبراري وفي الجزيرة العربية وبلاد الشام وبالتحديد وفقط منذ ظهور وعهد الشيخ عدي بن مسافر الأموي ما بين الأعوام 557-644 هجرية ولغتنا الكوردية هذه مفروضة وحديثة العهد.؟
فقلت وسأقول وبكل فخر وأعتزاز بأنني أول فرد من هذه العقيدة أو الديانة أو الطائفة كما تحلو للبعض قد ظلمت وتعذبت لأكثر من ( 3 ) سنوات و ( 3 ) أشهر في السجن الأضافي 1976 – 1979 بسبب هاتين الجملتين المتناقضتين أعلاه.؟
فهل أستطيع القول بأنني قد كسبت هذه التسمية والمسمى وهو ضحية أيزيدي أم يزيدي.؟
أختي وسيدتي وأميرتي الأيزيدية العريقة عالية المحترمة.
سبق لي وفي أولى تعقيب وتعليق ونقد ومقالة ذكرت وأكرر الآن لحضرتك وللجميع بأنني لست بكاتب متخصص ولست بعالم دين محترف سوى حفيد بيري آري ومن عشيرة جيلكا العريقة والتي نشأت ووجدت في جبال وكهوف كوردستان الشمالية / تركيا الحالية وكذلك لست بخبير اللغات والآثار وغيرها وأنما وكل ما في الأمر هو أنني قد عرفت الحياة بطعمه المر والحلو وأنا أعيش وراء قضبان السجن 1974 – 1979م ولكن ذلك السجن كانت تسمى ( مديرية المدرسة الأصلاحية في مدينة الرشاد / بغداد العاصمة وكانت تمتلك مكتبة واسعة وعامرة وتظم بأكثر من ( 3 ) آلاف مجلد وكتاب قيم ما عدا ورود الجرائد ومجلة الف باء الأسبوعية حيث كانت تحت مسؤؤلتي 1976 – 1979 .؟
ولأجل ذلك أستطيع القول والتمديح لنفسي بأنني قد تخرجت منها ولي خزين كبير وعميق من المعلومات العامة والدلائل وخاصة المتعلقة بأمور وشؤؤن عقيدتي الأيزيدية و التوحيدية والشمسانية والكوردية القومية واللغة وذلك ردآ على عودتي الى السجن عام 1976 وبناء على تلك الأتفاق المبرم ما بين الحكومة العراقية وأحد أفراد العائلة الأميرية ما بين الأعوام 1975 – 1977م .؟
وهي السماح لتلك السلطة البعثية والشوفينية والعنصرية بتسجيل الكورد الأيزيديين في سجلات الدولة ( عرب ) القومية.؟
ومن ثم وما بين الأعوام 1983 – 1997 أنتميت الى عالم السياسية مجددآ وبشقيه الأداري والعسكري ( بيشمه ركه ) وتخرجت من مدارسها ودوراتها وتقلدت أرفع المناصب وكانت آخرها هو ضابط للتوجيه السياسي وبرتبة ( النقيب ) ولكنني وبكل أسف أضطريت الى التخلي عن الجميع في عام 1997 ولحد الآن ولأسباب عائلية خاصة.؟
أدناه أهم تعليقاتي أو تأيدي ومعارضتي على مضمون مقالة الأخت والأميرة عالية حفيدة الشيخ محمد الباطني الجد الأول رحمه الله لهذه العائلة الأميرية الحاكمة على الأمور والشؤؤن الدينية والدنيوية للأيزيديين ومنذ أكثر من 800 عامآ مضت.......
1.نعم قد أستنفذت الكثير من الطاقات من أجل التوصل الى حقيقة وتصحيح هاتين الجملتين أيزيدي أم يزيدي لأن التسمية الأخيرة ( أيزيدي ) تستحق التضحية وأنا على أتم الأستعداد أن أفدي حياتي من أجل الأيزيدايه تي وخاصة بيرانيتي العريقة ؟
فأسأل وأقول وسأضيف أكثر وهي.
أ- عن أية مرجعية تتحدثين يا أختاه لكي تبرهني بأن مفردة اليزيدية هي الأصح.؟
لذا أرجو وأقترح أن تعيدي كتابة ونشر هذا الموضوع مجددآ وهي متى وصل الشيخ عدي ( الأول والثاني ) الى معبد لالش وهل كان هذا المعبد النوراني بهذه الأسماء والمعاني الحالية مثل بئر زمزم وجبل عرفة وقنطرة الصلاة أم لم تكن هكذا.؟
ب- نعم أويدك بأن مسمى المفردتين ( يزيدي وأيزيدي ) يتم أستغلالهما ( تجاريآ ) وسياسيآ ولكنني أقول وبكل ثقة أن المفردة الأولى لم تكن موجودة أو معروفة مسبقآ لدى شعوب الجبال وخاصة ( الأزداهيين والداسنيين ) ومن ثم الأيزيديين.؟
2- ماذا تعني جملتك هذه يا أختاه.
( نعم أن المريديين والأبيار كانوا موجوديين قبل مجئ الشيخ عدي..لكنهم كانوا تحت مسميات أخرى من مجوس وزه ره ده شتيين ومثرائيين ومانويين...لكنهم لم يكونوا أيزيديين.؟
فأقول وسأضيف وبكل ثقة ومن ثم أسالك سؤالآ فأرجو الجواب!
أ – أن مفردة المريد ( مريد ) عربية وأسلامية وحديثة العهد لدينا نحن الكورد الأيزيديين وخاصة لدى قبيلة أو طبقات الأبيار ( بير ) الحالية حيث لم نكن نكنى عامة الناس بالمريد ولم نكن نطلب منهم الزكاة المفروض ( فتو ) وأن الأبيار لم يكونوا بهذا العدد المتزايد والغير معقول وهي ( 41 ) طبقة وأن كانت هذا الرقم صحيحآ فكم كان عدد المريديين.؟
ب – نعم أكسب الأيزيديون عدة تسميات ومسميات قبل وصول الشيخ عدي الى معبد لالش فكانوا قبائل منتشرة في جبال كوردستان العظمى ووصولآ الى الهند شرقآ ولبنان غربآ حيث كان بيري ( لبنا ) أميرآ على تلك المنطقة وكذلك مدينة بيران شار الأيرانية الحالية كانت ولا تزال تكنى بأسم الأبيار.؟
لذا أقول ومع كل أحترامي الى القومية العربية وديانتهم الأسلامية الأصيلة وهو نحن الأبيار وقومنا أو مللتنا ( الأزداهيين والداسنيين ) وأية تسمية أخرى كانت لم تكن يزيديين ومن أتباع ذلك الخليفة العربي والأسلامي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القريشي ومن الأصول والمنشأ في الصحاري والجزيرة العربية الجنوبية.؟
ج – سؤال.....منذ عشرات السنين يقال وعلى لسان الجميع ( شيخ وبير ز ماليين ئاديانه ) أي أن الشيوخ والأبيار من العائلة الآدانية ( العدوية ) الواحدة.؟
فكيف تقولين نعم كان المريديين والأبيار موجوديين قبل مجئ الشيخ عدي ولم تشيري الى وجودهم قبل وصوله.؟
لذا أرجو الجواب وبشكل صريح لكي لا نقع في أخطأ تأريخية بحقهم.؟
د. ماذا تعني هذه الجملة التي تقولينه ( أن الشيخ عدي كان يمجد معاوية بن أبي سفيان وبصفة الخال ).؟
فهل يمكنك يا أختاه أن توضحي أكثر هذه الجملة وهناك أكثر من ( 550 ) عامآ ما بين الأثنان ( معاوية القريشي والشيخ عدي الهكاري ).؟
3 – أين الدليل العلمي المقنع في هذه الجملة عندما تقولين و ( حين بشر معاوية بأن أبنآ له سيولد في يوم الجمعة الأولى من شهر كانون الأول الشرقي.؟
فأنا أقول وبكل ثقة وهذا هو رأي الشخصي دائمآ وأبدآ بأن تحديد يوم الجمعة ليست الأ خدعة دينية ( أسلامية ) وحديثة العهد لدينا نحن الكورد الأيزيديين.؟
وأخيرآ أقول متى ستتعلمين التحدث بلغتك الكوردية الأيزيدية ولكي أقوم بتبديل عنواني تعقيبي هذا وأن تتخلي عن هذه الجملة التي تقولينها.
( وطالما أني أكتب وأتحدث باللغة العربية وووووووووفبكل تأكيد أن مفردة اليزيدية ستكون الأيزيدية.؟
وفي الختام أرجو لك النجاح والتقدم وأن تكوني أميرة الأيزيدية القادمة......
بير خدر أوسمان الجيلكي...آخن في 10.6.2008 - rojpiran@gmail.com



الارشيف: عالية بايزيد إسماعيل بك: أيهما أكثر أهمية التسمية أم المسمى
09/06/2008


لقد استنفذت مسالة تسمية (اليزيدية ) الكثير من الطاقات والمناقشات والمجادلات حتى أوقعت الكثيرين في حيرة وإرباك من التسمية الصحيحة هل هي (اليزيدية ) أم (الايزيدية ) ... رغم أن الدستور العراقي اعتمد مفردة (الايزيدية )
كنوع من الحداثة السياسية في مواده ..إلا إن ذلك لايعني أن المسالة قد انتهت عند هذا الحد .. فما أكثر المواد التي تضمنها الدستور تحتاج إلى تعديلات وإعادة النظر فيها .. فلا زال الكثيرون يستخدمون مفردة ( اليزيدية ) التقليدية المبنية على معطيات تاريخية ... ولتأخذ جدالا عقيما تتجاذبها الأهواء والمصالح .. ولتخرج المسالة عن سياقها الطبيعي وتزيد من هوة الخلافات والانقسامات بدل التكاتف والتلاحم التي كنا نأمل أن نستحق ... وكأن التسمية هي أهم من الحقوق المغيبة لليزيدية .ولو أحصينا المقالات والتصريحات التي تناولت مسالة التسمية .. لرأينا التعاطي اللامسؤول التي بلغت حد السذاجة في تفسير مدلولات هذه التسمية أو تلك ومرادفاتها واشتقاقاتها ... وليس هناك من منصف يحكم ولا من رادع أو ناصح لتلك المهاترات والمجادلات العقيمة أمام استحقاقات مصيرية أهم واكبر. أقول هذا بعد عدة رسائل وردت إلى عنواني الالكتروني من الإخوة الأصدقاء وغير الأصدقاء يستفسرون فيها عن سبب الإصرار على استخدامي لمفردة ( اليزيدية ) بدلا عن (الايزيدية ) المتداولة في مقالاتي , وأيهما الأصح من الناحية التاريخية . وفي الوقت الذي اشكر فيه الأخوة الذين طلبوا الإيضاح عن هذه المسالة ـ سابقا وحاليا ـ وعلى ملاحظاتهم ( القيمة ) في البعض منها و (الساذجة ) في البعض الآخر... فاني أقول بكل امتنان ـ وأرجو أن أكون صائبة في استنتاجي ـ أن لا فرق بين هاتين المفردتين (يزيدي ) و(ايزيدي ) ... طالما إن التسميتان هما لمسمى واحد ... إلا إن الاختلاف يعود إلى مرجعية كل من تلك المفردتين اللغوية إن كانت عربية أو كردية ... أما من ناحية المرجعية التاريخية .. فان للموضوع الكثير من التأويلات , .. كل يفسره حسب اجتهاده .. ولتحديد هذه المرجعية نحتاج إلى البحث عن نقطة البدء الأولى والبحث في الماضي والرجوع إلى كتب التاريخ ... دون التلاعب بمقدراته والتجني على قوة المنطق فيه ... كما يفعل البعض عبر مشاطرات واجتهادات شخصية قد لاتعبر عن قناعة تامة .. في تبني آراء مدفوعة من قبل جهات تسعى لغايات ومصالح براغماتية لتبني هذه المفردة أو تلك لأهداف نحن في غنى عنها .. و لتجعل من هؤلاء الكتاب نجوما للمقالات يطفون على سطح الشأن الديني وواجهة للعمل السياسي وهم يتاجرون ويسيئون تارة , لا يتوانون عن حبك أية معلومة تارة أخرى , ويتسولون بتقديم التنازلات تلو الأخرى في كثير من الأحيان , حتى أصبح استخدام أيا من هاتين المفردتين شيكا مربحا يستلم تجارها قيمتها في استغلال الدين وخلق موانع نفسية وفكرية وتبادل الاتهامات وكشف نقاط ضعفنا على الصفحات الالكترونية والانترنيت بلغة بعيدة كل البعد عن الحوار الحضاري .. ولتتصادم الآراء وتتحارب وتضيع الحقوق المشروعة في زحمة تلك المهاترات .إن واقعنا محكوم بأكثر من تاريخ .. وأكثر من تسمية .. وأكثر من انتماء .. وأكثر من قومية .. وأكثر من لغة .. وأكثر من ثقافة.. , لكننا ندين بدين واحد .. وتراث واحد .. وروابطنا ومصالحنا مشتركة.. وكياننا واحد .. ومصيرنا واحد .. بالرغم من صهرنا في بودقة القومية ومحاولات التعريب أو التكريد ... والتي تنسبنا إلى تواريخ أقدم بكثير مما يحتمل تاريخنا ... إلى السلالات السومرية والبابلية السامية أو السلالات الهندوـاوربية أو الهندوـايرانية الآرية أو السلالات الآشورية .. في محاولة لتجاوز العقبات الرئيسية والقفز على الواقع , كما يحدث في المجال السياسي حين يحاول البعض تجاوز المراحل أو حرقها , ولعل السبب في ذلك هو لإضفاء أهمية بالغة على نشأة ديانتنا ... مما دفع الكثير من الكتاب إلى أن يبحثون في العصور السحيقة والى ابعد فترة ممكنة من التاريخ .. إلى العصور ما قبل التاريخ .. متجاوزين الحقائق التاريخية دون تدقيق وبدون أي تحفظات .إلا إن لتساؤل الذي يفرض نفسه هو... ما هو يا ترى ارثنا الإنساني الحضاري الذي نشترك فيه مع المجموعة البشرية ككل ؟ .. وما هو ارثنا الخاص الذي يميزنا عن سائر المجموعة البشرية كديانة مستقلة ؟ ... إن القول بالانتماء القديم إلى العهد السومري اوالبابلي اوالآشوري اوالهندوـاوربي هو ارث نتقاسمه مع مجموعات بشرية متعددة .. وهي ليست حكرا ولا وقفا علينا فقط ... إنما تشترك فيه معنا مجموعات بشرية متعددة مثل سكان بلاد الرافدين ومنطقة ميزوبوتاميا بكل أعراقها وأجناسها من عرب وأكراد وكلدو آشور وتركمان وشبك وصابئة وغيرهم ... أما ارثنا الخاص الذي يميزنا فهو تلك التسمية التي تجمعنا كديانة خاصة بنا , بالرغم من إن ديننا اليزيدي كدين لازال غامضا غير متبلور متعدد الجوانب ومن المتعذر أن نحددها ... أنها في شكلها تعتنق معتقدات وطقوسا كثيرة نتيجة تمازج ثقافي واجتماعي وديني مختلف امتزجت مع بعضها وكونت عناصر جديدة ومميزة وسمنا بها .. وهو ما يميزنا عن غيرنا... وهذا ما جعل البعض يتقاذفنا وينسبنا إلى مناشىء وأصول شتى .. ترجعنا إلى بضعة آلاف من السنوات .. إلى ما قبل الميلاد ... مع إني أرى إن في هذا افتراء مرفوض لأنه يتناكر مع الواقع التاريخي ... وإلا كيف يمكن أن نفسر حين يطلع علينا احدهم وهو ينسب الشيخ عدي بن مسافر إلى الاشورين ويجعله الإله شامس ادد الآشوري أو شمس أديان الذي هو ملك الآشوريين ... وآخر يقول أن حمورابي ونبوخذ نصر كانا يزيديان ... وثالث يقول أن اليزيدية كانوا موجودين قبل نوح وقبل الطوفان ... وآخر ينصب نفسه احد جهابذة اللغة العربية ويعطي اشتقاقات لمفردة اليزيدية بما لم ينزل الله بها من سلطان ... وغيره يربط اليزتا في الافستا الزرادشتية الفارسية باليزيدية ؟؟؟ ... وكلهم يعمدون إلى وضع العربة أمام الحصان ومصادرة النتائج قبل بيان الأسباب.. ويحاولون بشتى الطرق الممكنة إيجاد ولو خيط رفيع لربط هذه الديانة بالزرادشتية الفارسية دون تدقيق لمصادر التاريخ ومراجعه... نحن نعلم أن كل إنسان محكوم بثقافته التي كونها عبر جهوده الخاصة والتي كونت خلفيته .. وهذه الخلفية تختلف بحسب المصادر التي استقى منها معلوماته التاريخية , وأيا كان هذا التاريخ فان ما يلفت النظر أن التاريخ هو ما يكتبه الأقوياء وما يحمل التاريخ من تقلب في أدواره وأحواله.. لذلك فالأخبار التاريخية قد لاتعطي الجواب الشافي الدقيق لان اغلبها مشكوك في صحتها .. ولكن عذرنا في الاعتماد عليه هو أن هذا ما وصلنا من أخبار الأولين . ولو رجعنا إلى مفردة ( اليزيدية ) وحددنا نقطة الانطلاق منذ ظهور الشيخ عدي بن مسافر لرأينا أن هناك اضطرابا وتناقضا كبيران لتلك المرحلة التاريخية .. فما وصل إلينا من المؤرخين هو غير ما جرى تداوله على الألسن والذي حفظ عن ظهر القلب جيلا بعد جيل .. حيث هناك غموضا عن الفترة التي سبقت ظهور الشيخ عدي في لالش , وغموضا آخر حين استقر في هذه البقعة المقدسة ووضع أسس الديانة اليزيدية والتفاف المريدين من حوله , وغموضا اكبر بعد وفاته وما حصل من صراعات وانتكاسات .. مما فسحت المجال للتشكيك في أصل ونشأة هذه الديانة العريقة . وكما قلنا تناقضت الأخبار مع المصادر التاريخية وكتب المؤرخين الذين عاصروا الشيخ عدي كالاربيلي والسمعاني وابن الأثير والجوزي والذهبي وغيرهم . و بالنسبة لمفردة ( اليزيدية ) فقد ظهرت بعد الشيخ عدي بفترة طويلة وقد وردت في معجم الشهرستاني وبعض المؤرخين والرحالة أمثال البدليسي وأوليا ألجلبي ... أما مفردة ( الايزيدية ) فلم تظهر إلا مؤخرا ـ هذا إذا ما استثنينا أن مفردة اليزيدي تلفظ ايزيدي بالكردية ـ . أما القول بان مفردة ( الايزيدية ) كانت تطلق على أتباع هذه الديانة حتى قبل ظهور الشيخ عدي فهذا ما لم يثبته التاريخ ولا دليل علمي أو تاريخي على ذلك ... فلم يرد اسم الايزيدية في أي مصدر تاريخي قبل الشيخ عدي ... نعم أن المريدين والابيار كانوا موجودين قبل مجيء الشيخ عدي .. لكنهم كانوا تحت مسميات أخرى من مجوس وزرداشتيين ومثرائيين ومانويين ... لكنهم لم يكونوا ايزيديين ... ولم اعثر على أي مصدر تاريخي يؤكد أن هناك مجموعة بشرية كانت تسمى بالايزيدية قبل الشيخ عدي .. وحتى خلال فترة وجود الشيخ عدي لم يتسمى أتباعه باليزيدية .. إنما هذه التسمية جاءت متأخرة بعد وفاته بفترة طويلة ـ على الأغلب بعد ظهور الدولة العثمانية الشديدة التعصب للإسلام ـ بل كانوا يسمون بالعدويين .. وهذه الفترة من التاريخ يشوبها الكثير من الغموض والإرباك .. حتى ضاعت الأخبار الصحيحة وفتحت أبواب التأويلات والاجتهادات المتناقضة.أما لماذا ألصقت تسمية ( اليزيدية ) على أتباع الشيخ عدي...فالسبب هو أن الشيخ عدي كان يمجد معاوية بن أبي سفيان وكان يصفه بالخال ... وهذا ما لن يرضي المتعصبون لآل البيت ... هذا من جهة ومن جهة أخرى كان يطلق لفظة ( يزيدي ) على كل من يرفض الدخول في الإسلام من غير الديانات السماوية للتكفير بهم ... ومن المعلوم أن العدويين كانوا أصحاب طريقة صوفية .. لهم طقوسهم وعباداتهم الخاصة .. وقد رفضوا الدخول في الإسلام رغم محاولات القسر والإكراه ... ولغرض تحشيد الحملات الجهادية لمحاربتهم وتحليل إراقة دمائهم دينيا عبر الفتاوى الشرعية ... فقد ألصقت بهم تسمية ( اليزيدية ) وسموا بهذه التسمية واستمر الحال إلى اليوم ... ساعد على ذلك انعزال اليزيديين في الجبال وانغلاقهم على بعضهم ... فإذن نعم نحن يزيديون إذا ما أخذنا هذه المفردة باللغة العربية وايزيديون إذا قلناها باللغة الكردية .أما القول بان الايزيدية تنسب مرجعيتها إلى مدينة ( يزد ) الإيرانية فهذا افتراء وغير صحيح ... وإلا لو صحت هذه الفرضية .. فان ذلك كان يعني أن مدينة يزد الإيرانية ستكون مدينة مقدسة لجميع اليزيديين .. ولأصبحت محجا وقبلة لهم .. ولتعلقت الأنظار شاخصة إليها.. كبارا وصغارا قديما وحديثا .. وهذا غير صحيح تماما ولايمت للواقع بأي صلة .والفرضية الأخرى التي تقول أن اليزيدية أو الايزيدية ترجع إلى كلمة (ئيزيد) .. أي ( الله ) باللغة الفارسية .. وبالتالي فان أتباع ئيزيد هم أتباع ( الله ).. أو ( الموحدون ) بالفارسية .. فهذا الكلام أيضا غير صحيح .. لأنه لو صحت هذه الفرضية .. فهذا يعني أن أصل الديانة اليزيدية هي فارسية أو زرادشتية بالتحديد .. ولقدست كتب الافستا والزند .. ولأنتهى دور الشيخ عدي .. ولم تعد له تلك الأهمية التي هو عليها الآن لعدم وجود أي رابط يربطهم بالشيخ عدي واضع أسس هذه الديانة وتعاليمها .. ولنكون قد أسقطنا وهدمنا أسس هذه الديانة من الأساس.. طالما أنها تتفرع عن الزرادشتية , هذا جانب ومن الجانب الآخر.. أن لفظة ( ئيزي ) لاتطلق على اسم الله عند اليزيدية إنما يطلق على اسم الله (خدى أو الله أو الرب ) بالكردية .. فحين ننادي الله نقول بالكردي .. يا خدي أو يا ربي أو يالله .وإذا ما دققنا في الأدعية والنصوص الدينية كقول (شرفا دينا ) ودعاء (طاووس ملك ) نرى تكرار لاسم السلطان ( يزيد ) أو ( ايزيد ).. باعتباره شخصا لا إلها .. لكن تنسب إليه صفات الالوهية والخلق والرحمة .. ( بالحلول ) .. وهذا ركن أساسي في الطريقة الصوفية التي تعتمد هذا المبدأ .. للتوحد مع الله دون حاجة لأي وسيط ثالث , ولو أخذنا المقطع الآتي : هه كه ر خودى كر ائيزيدينه / إذا جعلنا الله يزيدية سه ر نافى سلتان أيزينه /على اسم السلطان يزيد ئه لحمد لله مه بتريقا خو رازينه / الحمد لله نحن بديننا راضونيتبين من هذا النص الديني إن السلطان ( يزيد ) .. اسما لشخص .. ولو كانت لفظة ( ايزيد ) تعني اسم من أسماء الله الألف ..لجاء النص مختلفا .. ليكون كالآتي ... إذا جعلنا الله يزيدية على اسمه .. لا كما ورد .. إذا جعلنا الله يزيدية على اسم السلطان يزيد ... ومن جانب آخر إذا سلمنا إن ( ايزيد ) هو احد أسماء (الله) ..فكيف نفسر إذن أهم أعيادنا وأقدسها .. الذي هو عيد مولد (يزيد ) بعد صوم ثلاثة أيام ؟؟؟ .. وكيف نتعامل مع ما هو موجود في الأقوال الدينية ..حين بشر معاوية بان ابنا له سيولد في يوم الجمعة الأولى من شهر كانون الأول الشرقي ؟؟ .. فصام الناس الأيام الثلاثة الأولى قبل ولادته استبشارا وفرحا بالحدث السعيد ؟؟.. وما هو تفسير معنى ( ايزيدا صور ) و ( ايزيدا سلطانى شامى ) ؟؟؟ ..إن لم يكن المقصود به شخصا لا إلها ؟؟ .. هذه الأسئلة تبقى مفتوحة وتحتاج إلى أجوبة مقنعة . لهذه الأسباب فاني لا أزال استخدم مفردة (اليزيدية ) وأتمسك بها طالما كانت نابعة عن قناعة شخصية وعلمية بعيدا عن أي غايات أو مصالح لأيا كان .. حتى يثبت لي العكس ..وطالما أني اكتب وأتحدث باللغة العربية فان المفردة المستخدمة هي (اليزيدية ) ..أما حين التحدث بالكردية فبكل تأكيد أن مفردة ( اليزيدية ) ستكون ( الايزيدية ) ... وعلى من يعترض على هذه الاستنتاجات عليه تقديم الانتقادات بالدليل والإثباتات من دون أي تجني على الحقائق التاريخية أو التقليل من شان هذه الديانة... لكن في الوقت ذاته لن نقبل بأقل من نزاهة القصد ودون أي مهادنة في الحق وعن الحقيقة ... ومن دون أن يزايد علينا احد إمام الحقائق التاريخية..ولا باس من الاختلاف في الآراء لكن ضمن حدود وقواعد على أن لا تتعداهما وإلا فان المجال سيكون مواتيا للصراعات وساحة للتطاحن ومستنقع للخلافات التي قد تستمر إلى ما لا نهاية.. ولا نترك للمستقبل معالجة ما نزرعه في الحاضر ويحتوي تداعياتها ... ولكن من يدري ربما كان الزمن هو الحل الوحيد الذي نترك عند أعتابه مشاكل اليوم العصية .