الجمعة، 29 أغسطس 2008

نعم ستكون بمثابة الجينوسايد ضدنا.؟

نعم ستكون بمثابة الجينوسايد ضدنا.؟
بعد أطلاعي وقرأتي لهذا العنوان والمضمون أدناه وهو منسوب الى السيد والكاتب الكوردي المعروف و السوراني ( اللهجة ) محسن جوامير المحترم وهو يعلن عن أستقالته المفاجأة هذه المرة أن لم تنفذ طموحاته ( العنصرية ) والحاقدة على اللهجة ( الكورمانجية ) التي تتكلم به الأغلبية من العقائد والطوائف المختلفة والمتآخية من الشعب الكوردي والكوردستاني في العراق وفي بقية دول العالم وخاصة في كوردستان تركيا الحالية صاحبة أكثر من ( 18 ) مليون أنسان كوردستاني اللغة واللهجات المختلفة وخاصة الكورمانجية.؟
فلنقرأ سوية رسالته المطولة وهي موجهة الى فخامة السيد والبيشمه ركه مسعود البارزاني رئيس أقليم كوردستان العراق والسيد مام جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق والسيد عدنان المفتي رئيس برلمان كوردستان العراق والسيد نيجيرفان البارزاني رئيس الوزراء لأقليم كوردستان العراق.
مطالبآ من سيادتهم بتنفيذ تلك الرغبة والفكرة السابقة التي حاول ذلك الأمير الأعور والخادم المطيع والمخدوع ( دينيآ ودنيويآ ) محمد الرواندوزي وقبل أكثر من ( 100 ) عامآ من الآن بفرض هذه الأحرف الشبيهة الى الأحرف ( العربية ) الحديثة العهد وبواسطة لهجته ( السورانية ) على مواطني بقية الأمارات الكوردية والكوردستانية التي كانت ولا تزال يتكلمون بلهجتهم الكورمانجية العريقة وبأحرف ( لاتينية وكوردية ) الأصل وقبل أن تكون لديهم معلومة مسبقة عن وجود تلك الأحرف واللهجة مثل أمارة العمادية / آميدي وباعه درى / العاصمة الدينية والدنيوية للكورد الأيزيديين.........
حيث قام بقتل المئات وبل الآلاف من بني جلدته وبل أجداده الأوائل من الكورد الأيزيديين وفي المقدمة منهم الأمير الشهيد علي بك ( الأول ) صاحب تسمية كلي علي بك المعروف والمشهور ( سياحيآ ) في جبال كوردستان العراق عندما رفضوا قبول دينه الجديد.؟
لذا أود أن أقول وأوجه هذه الرسالة ( الشخصية ) والقصيرة المعتادة ومن الناحية الدينية وليست من الناحية السياسية الى أحفاد ذلك الأمير الأعور والخائن بحق قومه ولكن وقبل التطرق الى كل ما أريد قوله أرجو من الجميع وخاصة من أصحاب الشأن والأختصاص المشاركة معي في تزين وأكمال هذا الرد القانوني وبواسطة القلم.؟
حيث هناك جملة دينية و سياسية ( جارحة ) توجد في مضمون الجمل أو الأسطر التالية أدناه...........
( كما قال أحد شيوخ الطوائف الكردية في مدينة هانوفر في مقابلة معه.....من أن الغاء لهجتهم وفرض أخرى لن يكون كارثة عليهم وبل سيكون كذلك بمثابة جينوسايد ضدهم.؟
( ومن المؤكد أن الشيخ الوقور قد لقن قبل أجراء المقابلة والقارئ الحصيف والمطلع على المستويات يدرك ذلك جيدآ وقد نشرت تلكم المقابلة المفبركة ( بحق ) في جريدة التآخي بتأريخ 21.7.2008 .؟!!!!!!!!!!
فأدعو الجميع الى قرأتها وتحليلها ومن ثم لي رد عليه ( دينيآ ) وليست ( سياسيآ ) لأنه هناك من لهم الحق قبلي.؟
1.ففي البداية أقول لهذا السيد والكاتب محسن جوامير ومن خلاله الى جميع أخواتي وأخواني في القومية الكوردية وخاصة أصحاب اللهجة السورانية المحترمون.
بأنني لست بكاتب متخصص في التأريخ واللغات واللهجات وخاصة لهجتي الأيزيدية ولكنني أستطيع القول والأسناد الى تلك اللوحات السومرية والرحالة ( الأجنبية ) وكذلك العربية وناهيك عن التأريخ الكوردي / الأيزيدي ( الشفهي ) بأنه كان ولا يزال هناك قوم بأسم الأيزيديين ( أي زي دي ) وله لهجة تسمى ( كورمانجي ) أو به هديني وخاصة لهجة أهل جبل ( شنكال ) الشامخ المدرسة الكوردية ( الفولاذية ) الأولى والأخيرة وليست اللهجة السورانية المفروضة الآن مع كل أحترامي للجميع.؟
2.من خلال معرفتي الشخصية أو الدينية بأعتباري رجل دين أيزيدي ومن قبيلة ( بير ) العريقة والتي ظهرت في جبال كوردستان العظمى بأن كافة الأدعية ( دعاء ) والقصائد الدينية والدنيوية لدينا كانت ولا تزال هي ( كورمانجية ) فقط.؟
3.قبل وبعد وصول وأستقرار الشيخ عدي ( شيخادي ) 557 هجرية الى معبد ( لالش ) معبد أجداده الهكاريين في كوردستان تركيا لم تكن ولم يسأل عن وجود لهجة أخرى غير اللهجة الكورمانجية لكي ينشر به عقيدته ( الجديدة ) على الكورد الأيزيديين.؟
4.وأخيرآ وهذا هو لب الموضوع يا أخي في ( القومية واللغة ) محسن جواميرالمحترم.
أرجو أن تعلم وليعلم الجميع بأن الغاية والهدف من وراء الحاحكم وفرضكم اللهجة السورانية على بقية اللهجات الموجودة وبل العريقة قبل لهجتكم هذه ليست من أجل توحيد الشعب الكوردي والكوردستاني ( قوميآ وسياسيآ ) وأنما من أجل توحيدهم ( دينيآ ) وهو الدين ( العربي ) و الأسلامي مع كل أحترامي الى جميع مؤمنيه.
ولأجله أقول وأعتقد بأن مثل هذه الأفكار كانت وستكون مرفوضة ومن حيث المبدء ومن قبل كل أيزيدي وأيزيدية كان.؟
فأقول وأكرر كلام ذلك الشيخ والوقور حسب كلامك بأن فرض أية لهجة أخرى على لهجتنا الكوردية ( الأيزيدية ) سنعتبرها بمثابة عملية الجينوسايد السيئة الصيت وربيبتها السابقة ( فه رمان ) أو تسلسل تلك الفرمانات ( 73 ) التي فشلت وستفشل وأنشالله في غاياتهم وأهدافهم ( الخيانية ) عندما حاولوا ويحاولون القضاء على مؤمني عقيدتنا التوحيدية الشمسانية الأيزيدية الآرية الكوردية العريقة والأصيلة.؟
وفي الختام أوجه اللوم الى/
1.السيدات والسادة أعضاء برلمان كوردستان العراق وخاصة أصحاب اللهجة الكورمانجية وبالذات من الكورد الأيزيديين الذين ينكرون لهجتهم الكورمانجية الأصيلة ويؤيدون هذه الحملة أو الجينوسايد وبل الفرمان الجديد ضدنا ( دينيآ ).؟
وبهذه المناسبة أدعوهم الى تقديم طلب رسمي الى رئاسة برلمان أقليم كوردستان العراق من أجل توجيه الخيانة العظمى الى ذلك الأمير الأعور والمجرم الدموي بسبب تلك الأعمال الخيانية التي قام به ضد قومه الكوردي والكوردستاني و خدماته للآخرين وخاصة لتلك الخلافة الأسلامية ( العجوزة ) في أسطنبول.؟
2.اللوم وكل اللوم الى السيدات والسادة العاملون من أصحاب اللهجة الكورمانجية الذين يعملون في القنوات الكوردية والكوردستانية وخاصة ( كوردستان ت ف ) وفي المقدمة منهم السيد ( كاروان آكري ) مدير المحطة الذي يؤيد هذه الحملة.
ولأجله أقول أن جنابه يتحمل المسؤؤلية القانونية بأبتعاد و حرمان المئات وبل الآلاف من الشعب الكوردي / الكورمانجي من مشاهدة أغلبية برامج هذه المحطة.؟
نسخة منها الى /
1. رئاسة برلمان كوردستان العراق للعلم وأتخاذ كل ما يلزم وبأسرع وقت.؟
2. كافة القنوات الكوردية والكوردستانية وخاصة فضائية كوردستان ت ف برفض هذه الفكرة الدينية.؟
3. المجلس الروحاني والأستشاري الأيزيدي بنشر بلاغ رسمي ومشترك برفض هذه الفكرة الدينية المفروضة والمدفوعة الثمن مقدمآ.؟
4. كافة الدوائر والجهات ذات العلاقة في المناطق الخاصة للأيزيديين برفض هذه الأحرف واللهجة في مدارسهم ومن حيث المبدء.؟
بير خدر أوسمان الجيلكي...آخن في 25.8.2008
rojpiran@gmail.com
´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´´

بعد أن تمزقت لغتي ..اعلن إستقالتي من تلکم الکوردايه‌تي*..محسن جوامير
رسالة إلی فخامة الرئیس مسعود البارزاني
صورة منها إلی أصحاب الفخامة الرؤساء:
مام جلال
عدنان المفتي
نیچیرڤان البارزاني
بقلم : محسن جوامیر ـ کاتب من أربیل
يقول العلامة اللغوي المصري الدکتور علي عبدالواحد وافي في کتابه‌ الشهیر ( فقه‌ اللغة ـ ص 152 ) ما يلي :

( إن اللغة العامية تختلف باختلاف الشعوب العربية، وتختلف في الشعب الواحد باختلاف مناطقه‌. فعامیة العراق لا يکاد يفهمها المصريون أو المغاربة، وعامیة المصريين لا يکاد يفهمها العراقيون ولا المغاربة، وعامیة المغاربة لا يکاد يفهمها العراقيون ولا المصريون. وفي البلد الواحد تختلف اللهجات العامیة باختلاف طوائف الناس وباختلاف المناطق، فعامیة المنیا غیر عامیة جرجا. بل إن المديرية الواحدة لتشتمل علی کثیر من المناطق اللغوية التي تختلف فيما بینها إختلافا غير يسير. فالقضاء علی الإزدواج لا يکون إذن إلا بأن تصنع في کل منطقة، بل کل مدينة، بل کل قرية، لغة کتابة تتفق مع لغة حدیثها وبذلک يصبح في البلاد العربية آلاف من لغات الکتابة بمقدار ما فيها من مناطق ومدن وقری.. ولا أظن عاقلا ينصح بمثل هذه‌ الفوضی..). إنتهی قول العلامة وافي.

أما بعد:
مازلت أذکر بأن روح ( الکوردايه‌تي ـ الکوردية ) بزغت في نفسي حينما عاد والدکم وزعيمنا الراحل البارزاني مصطفی إلی العراق، بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، بعد أن التقی في القاهرة الرئیس المصري الراحل جمال عبدالناصر، حیث کنا أوانئذ تلامذة الإبتدائیة، وکانت أول رؤیتي له‌ من أمام مدرسة إبن خلکان، حينما جمعتنا مدرسة المظفرية الإبتدائیة التي کنت تلميذا فيها، وأخذتنا للترحيب بعودة الجنرال البارزاني.. وقد إزداد شوقي له‌ في نفسي، حينما سمعنا نحن الأطفال في الأيام اللاحقة بأن سيادته سيخرج من المتصرفية ( المحافظة ) بعد أن استقبل من لدن متصرف ( محافظ ) أربیل وقتئذ المرحوم علاءالدين محمود. وکانت تلکم الرؤیة الثانیة خلال أيام، ونحن الصغار نری زعيمنا العائد، منتصرا، ولکن لابسا خصال التواضع، حيث إنه‌ وکما أذکر رفض حينما واجه‌ الناس عند مدخل المتصرفية، أن يصفقوا له‌، وقد بقيت هذه‌ الطبیعة مرکوزة في نفسه‌ طوال حياته‌.

عندما أقرأ وضع الکورد الآن، وهو مشتت وفي طريقه‌ إلی الإنحلال اللهجوي واللغوي والقومي في عهد سيادتکم، واقارنه‌ بما کان علیه‌ أيام البارزاني الأب الذي لم يتنازل عن جوهرتین ( اللغة الکوردية الفصحی و کرکوک ).. فانني أجد بأن الامر مزر إلی درجة یرفض حتی القياس مع الفارق. وقد بدا هذا التصور عندي يتقوی عندما أعلنتم في العام الماضي بأن ليست هناک لغة کوردية فصحی، فهي لهجات، ووعدتم بأنکم سوف تولون هذا الأمر الخطیر إهتمامکم القصوی وتجعلونه‌ من أولويات مشاريعکم، وقد إستبشرنا خيرا، وبحذر.. ولکن بدلا من الأمر بالتنفيذ فورا لدراسة الأمر بجدية من قبل المختصين وعلی قاعدة ( اعط القوس باريها )، کما هو متبع في الامور المهمة، سرعان ما صارت اللغة التي قطعت نحوا من تسعین عاما من عمرها؛ قيد الإعتقال، وترک الأمر لمن تدفعهم العواطف ولا يدرکون المخاطر، وبالتالي ظهور لهجة أخری ـ أو بالأحری لغة أخری ـ في التدريس، مما حدا بأصحاب اللهجات الأخری ـ بما يشبه‌ ثورة الغضب ـ إلی المطالبة بحق التعلم بلهجاتهم اسوة بالآخرين.. في حین لم يسمح البارزاني الأول لمثل هذه‌ الدعوات والتراشقات، لخطورتها، وظهر هذا الموقف الفذ في مؤتمري المعلمين والکتاب الکورد في عامي 1959 و1972، وأصر من خلال ممثلیه‌، منهم الشهید الراحل سامي عبدالرحمن، علی التعامل مع الواقع الذي یتمثل بوجود لغة جمعت الکورد منذ تأسيس الدولة العراقية، خاصة في إیران والعراق، وعدم الإنجرار وراء العواطف التي لا تلد إلا الکوارث اللهجوية التي تقصم ظهر الکورد کأمة لا تکون کاملة، بل حتی موجودة، من دون لغة واحدة موحدة.

کلنا مطلعون علی الموجة التي سرعان ما انتشرت، وعلی المذکرات التي تقدم إلی البرلمان تباعا، تصر علی الدراسة بلهجاتهم، وکأن هناک ( هیئة الأمم واللهجات الکوردية في کوردستان ) علی غرار ( هيئة الأمم المتحدة في نیويورک )، لا أحد يفهم الآخر إلا بلغة أخری غير کوردية، وملأوا الدنیا ضجيجا لکونهم محرومین، ويريدون أن يدرسوا باللهجات، بدلا من لغة وحدتهم منذ حوالي قرن.. ونتیجة هذا التسيب وعدم الحسم من قبل سيادة رئیس الإقلیم، صارت هناک دعوات تؤکد علی إستقلالیة أصحابها وتشک في إنتمائها للکورد ولها نشيدها الوطني. ولا أتحدث هنا عن الفوضی العارمة التي ضربت أطنابها في الإملاء الکوردي، حتی أصبحت الکلمة الواحدة تکتب في صفحة واحدة بعدة أشکال.. وکل ما يمس اللغة تحول إلی مهزلة، والطفل المسکین الذي يکابد هذا التأخر هو الضحية في مثل هذه‌ الدراسة المهلهلة، في حین أن کل هذه‌ الظواهر لم تکن موجودة في العهد العربي الذي کنا نصفه‌ بالفوضی والبلبلة.

بعد أن بويع لکم برئاسة الإقلیم، کتبت لفخامتکم رسالتین ( إضافة لعشرات المقالات بالکوردية والعربية ) ناشدتکم فيها بأهمية الإصرار علی تبني لهجة واحدة لتکون هي الأساس في التدريس والرسمیات، وبقية اللهجات تصبح منابع وحواري، حینئذ تتحقق ـ للکورد ـ نعمة الباري.. وأشرت أيضا إلی أننا ومن خلال حوالي قرن من الزمان تکونت لدينا لغة لا نشك في کونها فصحی في کوردستان العراق علی الأقل وکذلک في إيران، لکون الأکثرية تتکلم وتدرس وتکتب بها، بل الکل يفهمها، إضافة للوضع القانوني والدستوري الذي تتمتع به اللغة الکوردية في العراق، علی عکس بقية البلدان التي يتواجد فیها الکورد، ويتراوح حقهم في ممارستها بین المنع وعدم الممانعة. وقد أکدت بالحرف الواحد علی دورکم في القرار الاحادي الجانب، وقلت لو کانت الدکتاتورية في کل شئ مرفوضة، فانها في مسألة فرض لهجة معینة لتکون أساسا للغة الکوردية، مفروضة وقمة في الديمقراطیة، لأنها صمام الأمان لبقاء الکورد أمة لا تخسر تأريخ نضالها المشترک ولا تتهشم اصولها بفعل مطرقة اللهجات التي تشکل أکبر خطر يهددها، إضافة إلی أنه‌ کما لم يجعل الله‌ لرجل من ( قلبین في جوفه‌ ) کذلک لا يمکن لشعب واحد يعتقد أنه‌ أمة واحدة أن تدرس بلهجتين. ووافقت حتی علی إلغاء الدراسة باللغة الحالیة، وتعمیم الدراسة بأي لهجة کانت ـ إن کانت واقعية بعد تلکم المسيرة الطويلة مع اللغة القديمة ـ وجعل هذه‌ اللهجة الجديدة ـ مهما صغرت ـ لغة کوردية موحدة لکوردستان، بالإستفادة من بقية اللهجات، لأن هذا يضمن الحاضر الواحد والمستقبل المشرق، وإلی ( يوم تبدل الأرض غیر الأرض والسماوات ). وإلا سنتحول بکل تأکيد، وفي ظل سکوت الأحزاب العلمانیة والإسلامية وتقاعس المعاهد اللغوية والفکرية الکوردستانیة، إلی شعوب سورانیة، بادينیة، کرمانجية وزازاکیة.. والحبل علی الجرار. وقد أکد العديد من الکتاب والأساتذة خطورة الدراسة بلهجتین ـ أي بلغتین ـ وضرورة حلها، لاسيما في المذکرة الموقعة من قبل ( 52 ) استاذا مختصا في هذا المجال، والتي قدمت إلی سيادة الرئیس.

وفي حالة بروز تلکم التعددية اللهجوية الکوردية القاصمة في الدراسة والإعلام، فانها سوف لا تنعکس سلبا علی کوردستان فحسب، إنما تجعل العراق أمام حالة وواقع جديدین، مما يدعو الأمر إلی التفکیر في تعديلات دستورية، لأن المنطق الدستوري الفيدرالي يرفض أن یتناقض ما علی الأرض مع ما في النص الدستوري الذي يقول ( اللغة العربیة واللغة الکوردية لغتان رسمیتان للعراق )، أي ليس هناک تناغـم بین ما جاء هنا في الدستور من وحدانیة اللغة، وبین ترجمة ذلک علی أرض الواقع من خلال التدريس بلهجتین مثلا. مثل هذا کمثل أن يسمح لأهل الموصل أو غيرها بالدراسة بلهجاتهم إن شاءوا، باعتبارها عربية واحتراما للغة الأم. إضافة إلی أنک لن تجد حتی في أفريقیا امة تدرس بلهجات مختلفة، دع عنک الشعوب المتقدمة.

قد لا يتورع بعض دعاة الدراسة باللهجات عن طمس الحقيقة والقول بخلافها، زورا لا جهلا، حينما يدعي بأن الشعب السويسري ـ مثلا ـ يدرس بعدة لهجات، هذا تلفيق وافتراء، فاللغات الألمانیة والفرنسية والإيطالية والرومانشية المعتمدة هناک، لیست بلهجات، إنما هي ألسنة شعوب لها جذورها في البلدان المجاورة. ولیس من المستغرب أن تکون ضمن اللغة الفلاماندية في بلجيکا، لهجات تبعد عن اللغة الرسمیة بعد اللغات عن بعضها البعض، مع ذلک لا أحد يدعو إلی الدراسة بلهجات الام مراعاة لحقوق الإنسان، کما يجري حالیا في کوردستان، حیث إنها تکاد تقترب من أن تصبح في يوم ما سوق اللهجات، في کل مدينة وقضاء وزارة أو مديرية أو مجمع لغوي لهذه‌ أو تلکم اللهجة الکوردية، من زاخو إلی مندلي، من دون أن يفهم الناس بعضهم البعض، إلا من خلال العربية أو الإنجلیزية، أو حتی الترکیة. وما نقرأه‌ من دعايات عن تعدد الفصحی في اللغة الفارسية أو الترکیة، مبالغ فيه‌ جدا جدا، فمن يطلع علی مناهج اللغة الدارية الفارسية في أفغانستان مثلا، لا يجد أي إختلاف جوهري بین فارسية إيران وأفغانستان، إلا في المفردات أو المصطلحات، ومثل إختلافهما کمثل إختلاف العربیة المشرقية عن المغربية ( أعمال المؤتمر في العراق تصبح أشغال المؤتمر في المغرب )، وکذلک الأمر مع الترکیة في البلدان المختلفة. وهذا لا ينفي بطبیعة الحال وجود عشرات اللهجات واللهيجات الغريبة في کلتا اللغتین، ولکن رحم الله‌ شعبا رتب لغته‌ ووحدها، وأخذ بزمامها، وجعلها مقدسة، وعین لها عاصمة کطهران وإسطنبول، بغض النظر عن الأکثرية والأقلية الناطقة بهذه‌ أو تلکم اللهجة، وبالتالي لم يعرضها للتمزق، کما يفعل الکورد بلغتهم الیوم، بعد أن أصبحت لها عاصمة کذلک. وکل هذا يعني أن الکورد ليسوا بأمة متجانسة، ولم يستفيدوا من تجارب الشعوب التي جعلت من نفسها شیئا من لاشئ.

برغم أن الشعوب الحية تطوف حول لغتها کطواف الحاج حول الکعبة، إن صح التشبیه‌، فان هذا لا یعنی رحيل اللهجات، لکونها باقية لن تموت، بل تزداد وتنشعب، وهي جزء من الحياة البشرية إلی يوم ( إذا رجت الأرض رجا ). إطلعت أخيرا علی مقالة تقول إن في بعض المناطق السويدية التي يتجمع فيها الأجانب بکثرة، تکاد تظهر لهيجات سويدية جديدة مطعمة بکلمات شائعة بين الجالیات، مثل کلمة ( هبیبي ـ حبيبي ) أو ( والله‌ ) وهکذا.. بيد أن المهم هو وجود لغة فصحی أولا، تجمع الجمیع، وهی موجودة في السويد، برغم تعدد لهجاتها. دبلجة المسلسل الترکي ( السنوات الضائعة ) و کذلک ( النور ) علی شاشة قناة ( إم.بي.سي ) وتقديمهما باللهجة اللبنانیة، لا إعتراض علی تلکم اللهجة کثیرا ولم تثر ردة فعل واسعة، بسبب وجود اللغة العربیة الفصحی علی الساحة ومراقبتها لها، وکما کان الأمر أيضا مع الأفلام المصرية التي کانت تقدم باللهجة المصرية وماتزال، وکذلک مع کثیر من الأفلام الترکیة، والحالة تشمل جمیع لغات العالم، من دون إستثناء.. ولکن أن لا تکون عندک لغة فصحی، بعد سحب الثقة منها، وتروج للهجات، کما هو الحال مع الوضع الکوردي، فالخطورة هنا کامنة والمستقبل ليس آمن، والأمر ينذر بمجئ صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، ولکن علی لغة الکورد هذه‌ المرة، مهما إدعی المدعون بأن المهم هو الشعور بالإنتماء الکوردي والکوردستاني، فان هذا لا يعدو کونه‌ مؤامرة مقصودة ومدبرة للقفز من فوق الحقائق ولتحقيق المآرب، وفي غاية الخطورة، وهي آتیة ـ علی وجه‌ الخصوص ـ من بعض الکتاب الکورد من الداخل، الذين يعزفون علی وتر اللهجات، وکذلک مجموعة من المقيمین في الخارج وأغلبهم ليسوا من کوردستان الفيدرالية، لا هم لهم سوی تخريب صرح اللغة الکوردية ومحاربة کل ماهو کوردي أو کوردستاني، باسم الدفاع عن لهجة الأم، أو باسم ثنائیة الفصحی التي لا تعرفها أمة متماسکة وعاقلة علی الأرض وليس لها فحوی.

بسبب النموذج الکوردي الغامض في کوردستان الفيدرالیة ، فانک تجد لغة الکورد في اوروبا، علی عکس جمیع اللغات، قد تحولت إلی کورنیش اللهجات، مما حدا بالأجهزة المختصة في السويد ـ علی سبيل المثال ـ أن تسمي تلکم اللهجات لغات، فهناک عندک اللغة السورانیة، واللغة البادينية، واللغة الکرمانجية، واللغة الفيلية واللغة الزازاکیة .. إلخ، وتکاد الکوردية تصبح أوابد الأسماء وغرائبها‌، ولا يفهم التلامیذ لغة بعضهم البعض، والکل يدعي أنه‌ کوردي ومظلوم ومحروم. حدثني صديق کوردي کان في سفرة مع الصومالیین، أثناء حفل التعارف سئل فيما لوکانت لغته‌ کرمانجية أو سورانیة. والجدير بالذکر أن الصومالیین برغم کثرة لهجاتهم ولهیجاتهم، متفقون علی لغة رسمیة واحدة.. طوبی لهم وحسن مآب، فانهم أصلاء، إن تمسکهم بلغتهم الفصحی کتمسکهم بقيمهم التي تمیزهم ـ حتی وهم في الغرب ـ عن کل الأطياف الموجودة هناک.! ولم يقولوا کما قال أحد شيوخ الطوائف الکوردية في مدينة هانوفر في مقابلة معه‌، من أن إلغاء لهجتهم وفرض أخری لن يکون کارثة علیهم فحسب، بل سيکون کذلک بمثابة جينوسايد ضدهم.! ومن المؤکد أن الشيخ الوقور قد لقن قبل إجراء المقابلة، والقارئ الحصيف والمطلع علی المستويات يدرک ذلک جيدا. وقد نشرت تلکم المقابلة المفبرکة بحق، في جريدة التآخي بتأريخ 2008/07/21.

إضافة إلی أن نظرة متأنیة لما يقدم من مذکرات وعرائض یطالب فیها أصحابها الکورد بتبني الدراسة بلهجاتهم إسوة بالترکمان والکلدوآشوريين والسورانیین، تبین حقیقة وواقعیة ما ندعیه‌، وکأن داء الضرائر والحسد إنتشر بینهم، ناهیکم عن کونه‌ إشارة إلی أن الکورد باتوا علی شفا حفرة من نار اللهجات والشعوب، قد يکون حلها لیس أسهل من حل قضية کرکوک، بعد أن أشرنا في کثیر من المقالات والمقابلات إلی أن حسم مشکلة اللغة أهم وأولی حتی من وضع الدستور ومن المادة 140، لأن کرکوک باقية بأرضها وبأهلها الکورد وغيرهم.. ولکن التشرذم اللغوي، کائنا ما کانت الذرائع، يفضي إلی ایجاد قومیات جديدة في رحم الأمة الکوردیة، قد لا يقل إختلافها فيما بینها مستقبلا عن الإختلاف الموجود الآن بین الکورد والشعوب المجاورة، کل ذلک بفعل تعدد وتباين لغة الدراسة والإعلام في کوردستان.

لو کنت أشک في کل شئ، فانني وبعد أن إنشغل الکورد بالکيد للغتهم، لن أتردد الآن في قول أن اللغة الکوردية، وفق القراءة الراهنة، وبعد سحب رئيس الإقلیم ثقته‌ من اللغة المعتمدة، من دون إقتراح بديل أو دعوة جدية لإيجاد حل جذري أو الإستشارة بمختصين أقارب أو أجانب.. أجل، أقول إنها ولا ريب في حالة إنحلال، فهي تتجه‌ نحو تقسيمات عرقية ليست أقل من أربع تقسيمة في الوقت الحاضر.. اي أن الصراعات اللغوية : الکوردية العربية، والکوردية الترکیة، والکوردية الفارسية، السابقة والراهنة، والتي عانینا منها وأعطينا الدماء من أجل نزع حقوقنا اللغوية، تتکرر بشکل أو بآخر، حدة ومرونة، في المستقبل القريب والبعيد، بين السورانیة والبادينیة، والکرمانجية والزازاکیة، والزازاکیة والسورانیة ، وهکذا دوالیک.. وبصورة لا تحمد عقباها. أقول هذا الکلام بکل ثقة، وأنا المسؤول، فاسألوا أهل الذکر من علماء تأريخ اللغات البائدة والباقية، إن کنتم في ريب مما أقول أو ظننتم أن حججي واهیة.

لست من مؤيدي آيديولوجية مصطفی کمال أتاتورک وأهدافه‌ في تغيير الأبجدية الترکیة، ولکن أريد فقط أن أشير إلی أنه‌ خلال فترة لم تتجاوز عاما واحدا، ومن خلال دعوة علماء أتراک وأجانب من ألمانیا وألبانیا والسويد مثلا، تمکن أتاتورک من إنهاء مشروعه‌ اللغوي وجعله‌ حيز التنفيذ.. لست مع أهداف دولة إسرائیل ولا مع مشاریعها ومظالمها، ولکن أريد فقط أن أشير إلی أنها تمکنت ومن خلال برنامج دقيق وعمل مؤسساتی دؤوب، من وضع آلیة تساعد کل بنیها الذين قدموا من کل حدب وصوب علی تعلم اللغة العبرية.

والکورد کما هو شأنهم دائما في تخريب بیوتهم بأيديهم، ‌فان أول ما بدأوا به‌، کان الإجهاز علی اللغة الموحدة من خلال إيجاد لهجة ثانیة في الدراسة، من دون دراسة الأمر وتقدير آثاره السلبیة، وکذلک من دون الأخذ بنظر الاعتبار أن العنصر الوحيد الذي يمکن أن يجمع الکورد ـ دون الآخرين ـ في الحاضر والمستقبل، هو اللغة الواحدة، لحساسیة وضعهم الإقلیمي والسياسي.. فهل يعقل أن ينقسم إقلیم يضم ثلاث مدن فقط ـ کما هو الحال في کوردستان الفيدرالية ـ علی لهجتین، لا أحد يفهم الآخر، وکلهم يقولون أنهم کورد.. إن هذا لشئ عجاب أیها الأحباب من امة اللهجات.! وماذا مع بقية الکورد غدا، إذا ما أخذ الله‌ عقول الحکومات الأخری کذلک من خلال إعترافها ببعض الحقوق اللغوية لهم، ألا تصبح تلکم المناطق يومئذ کازينو أو منتزه‌ اللهیجات الکوردية، إسوة بالجزء الفيدرالي.؟! ثم إن هذه‌ الحالة تخلق وضعا غريبا ومحرجا أمام أحباب وأصدقاء الکورد الذين يريدون أن يتعلموا لغتهم، وتجعلهم حياری، لکونهم لا يدرون أي لهجة هي الأم حتی يتعلموها.! ثم لو کانت اللغة الموحدة من العناصر الرئیسیة لتکوين الأمة، بجانب الجغرافية والإقتصاد المشترک کما يقول علماء الاثنیات والامم، فان حذف الکورد لها من حياتهم وتأريخهم الیوم، ماذا يبقي لهم من مقومات حتی يشکلوا أو يصبحوا امة بکل معنی الکلمة، في حال لا يملکون لا جغرافية مشترکة ولا إقتصاد ولا شئ آخر مشترک ومعترف به‌ إقلیمیا أو دولیا.؟ ونحن بطبیعة الحال لا نتحدث عن الفانتازيات والعنتريات، ولا نلقي أناشيد وطنیة. ولا ننکر في الوقت نفسه‌ إنه‌ لو بقيت اللغة المعتمدة علی حالها من دون ضرة، فان ما جاء في الدستور الفيدرالی من مکاسب کان أعظم إنتصار للکورد.

لسوف ترون بعد عشر سنوات کيف أن الکوردي في أربیل لا يفهم بني قومه‌ في دهوک إلا بشق الأنفس، أو من خلال الإستعانة بلغة أجنبية أو عن طريق مترجم، وکذلک العکس، يأتي هذا بعد أن کان الأمر قد سهل علی الجمیع بفعل اللغة الموحدة التي کانت سائدة في الدراسة. مع العلم أن اللغة الکوردية المتداولة کانت أسهل بکثیر لتلميذ دهوکي، من العربیة الفصحی لتلميذ موصلي، ناهیکم عن تلميذ مغربي أو تونسي. هذا في وقت لن تجد لغة علی وجه‌ المعمورة، تکون سهلة علی التلميذ أوعلی المتعلم المبتدئ. عجبا لتلميذ کوردي مقيم في بلد أوروبي، يتعلم لغة الأجانب خلال سنة، ولکن تصعب علیه‌ لغته‌ الکوردية في بلده‌ وتتحول إلی کابوس، إن لم يکن وراء الأکمة ما وراءها.!

يجب أن لا يغرب علی البال أن هذا هو زمن إضمحلال القومیة الکوردية، بعد أن أصبحت السلطة ناشزة عن لغتها. وقد أعاتب من قبل البعض من بني قومي، لکوني أدعي رجما بالغیب أو إفتراضا، أوأقول جهارا نهارا وبلغة أهل الضاد، أو أن الظرف ليس مناسبا، ظانا منهم أن هذا الوصف سوف يسئ إلی الکورد، وکأن الأمر يخفی علی عقلاء الامم، ولا يعلمون أنه‌ معلوم ومقروء لدی العرب والعجم.. ناهیکم عن أن الأمر جار بالعلن، في زمن لا تخفی من أحد خافیة، ورحم الله‌ من لم يکذب حتی مع خصومه‌ لا الآن ولا في الأزمنة الآتیة. يضاف إلی ذلک أنني لم يدر بخلدي أن أکتب في هذا الأمر بغیر الکوردية، إلا بعد أن بلغ السيل الزبی وتأکد لدي أن کل ما کتبته‌ بلغتي سقط في مزبلة الأوراق أو في حجرة الأفکار الإنفرادية.

کنت أعشق لغتی التي کانت تسمی ( الکوردية ) بکل لهجاتها، وکم أتألم الآن حينما أصرح من دون تطاول أو مبالغة، بانه‌ يخطئ من يظن إن اللغة الکوردية باقية وحية، کلا، إنها في طريقها لتصبح أثرا بعد عین، إلا الکوردية.. وکانت ( کوردستان ) روحي وريحاني، وکم أتعذب الآن حينما أعلن إنها في طريقها ـ وبيد أبنائها ـ إلی الزوال، لتحل محلها أسماء أخری تحمل طابع اللهجات، بل اللهیجات، وأخشی أن يکون ( شمال العراق الحبیب ) أدرأ للمفسدة وأقرب لزرع المودة، من إستعمالات کوردستان علی کل الأصعدة.

کان حصاد عمري الأخير قاموسا يزخر بمفردات مختلف أغصان وفروع اللغة الکوردية، بعد أن کان کتبا وترجمات ومجلة ( حلبجة ـ 31 عدد )، کم کنت أود لو أری ثمرات جهدی وأنا أتنفس الصعداء في ظل عهد فخامة الرئیس مسعود، لاسيما عندما تأکد لدي أن مرحلة حکمه‌ ستشهد علاج هذا الجرح اللهجوی، بالقرار الحاسم، قبل أن يتحول إلی شجرة الزقوم في حياة الکورد أو سرطان مستشري في جسد اللغة الکوردية، لن يتوقف إلا بالقضاء علیه.. ولکننی الآن تغیرت لدي کل المعايير، بعد أن تحولت الکوردية إلی إسم دون مسمی، وإلی سذاجة وخدعة، بل إلی إدعاء مقرف وبدعة، بسبب عدم إکتراث المسؤولین بها قيد أنملة، برغم کونها المقوم الأساسي لنا کشعب وملة.

يتراءی لی اليوم أن لا داعي ـ من الآن فصاعدا ـ لخشية الدول القلقة ـ ترکيا وإيران والعراق وسوريا ـ من امة کوردية قد تثور علیها جملة وتفصيلا، وبالتالي تبني دولة کوردستان الکبری، فکل هذه‌ الإندفاعات والثوريات الموجودة والملتهبة، فقاعات مؤقتة، منتهية، محکومة بالفناء أو بأحکام مؤبدة، أي إن المسألة سوف لن تتجاوز في قابل الأعوام حدود آجالها المحددة، مادام لیس للکورد لغتهم الموحدة، وحصونهم من الداخل مهددة. والذي يؤيد ما قلته‌ هو الواقع القومي المتهرئ الذي ينتظر الجزء الفيدرالي من العراق، بفعل الکانتونات اللهجوية المنتظرة، وبالتالي تصبح فکرة الدولة الکوردية أضغاث أحلام أوعواطف وردت في أشعار بالیة أو خيالات غیر معتبرة، وتأسيسها غیر وارد أو واقع ( حتی يلج الجمل في سم الخياط ) سواء هنا أو في المدينة المنورة.!

بناء علی ما تقدم، فانني بعین تکاد تتقطر دما، وقلب مفجوع يملأه‌ الأسی والألم، ونفس جريحة کأنها في مأتم، وتحت مطرقة الضمیر الداعي إلی عدم المغازلة مع خطر جسيم يمس قدر امة باتت متدهورة، وعدم الإنسياق وراء دعوات رومانسية لتشتیت الکورد إلی قبائل وشعوب متنافرة، إلی يوم إلتفت الساق بالساق، کما هو جار الآن ـ من قبل الکورد أنفسهم ـ علی قدم وساق، بذريعة تحقيق اسطورة المساواة بین اللهجات، والتي لم نسمع بها حتی بین الشعوب التي مازالت تعيش في الأکواخ ولم ترکب العربات، ولا تعني بالتالي غير تمزيق لغة الکورد إلی أوصال وأشلاء متناحرة..أری نفسي مضطرا أن اعلن إستقالتي من تلکم ‌( الکوردايه‌تی ـ الکوردية ) الباهتة ومتعلقاتها المدمرة، بعد أن إستحال الأصل الأصيل سرابا في سراب، في عهد فخامة رئيس کنت أظن أنه‌ الثاني، من بعد أبیه‌ مصطفی البارزاني.

اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.!

* الکوردايه‌تي : الکوردية، إسم يراد به‌ روح النضال الکوردي، فهو يقابل العروبة، من دون تعصب.

2008/08/23
mohsinjwamir@hotmail.com

تعليق على تعليق السيد دينو.؟

تعليق على تعليق السيد دينو.؟
في البداية أود أن أطمئن أخي وصديقي العزيز ( ش ز ع ) أو لقبه المجهول دينو بأن الغاية والهدف من وراء كتابة ونشر هذا التعليق ليست ردآ عليه وأنما والعكس هو الصحيح فهي تأيد وتكملة ومشاركة معه في نشر وتوزيع تعليقه أدناه وعلى أكثر من موقع الألكتروني محترم ولكنني و في نفس الوقت لن أسامحه بهذا القدر من الليونه والعطف المتزايد وبل سأطلب من سيادته أن يستلم قست من العتاب واللوم ويرسلها بدوره الى ( بعضآ ) من أخوتنا وزملائنا من الكورد الأيزيديين الذين كانوا أو كنا ولا زلنا نعمل ونناضل في صفوف الحزبين الرئيسيين المناضلين ( البارتي والأتحاد ).؟
حيث كانوا في السابق يكتبون الموضوعات والبحوث ( الدينية والقومية والسياسية ) القيمة و بأسمائهم الصريحة والعلنية ودون أية خوف وتردد من الأمير قبل الفقير ولكنني والآن أراهم اليوم وهم قد تراجعوا كثيرآ و الى الخلف وبل الى تلك القرون الجاهلية السابقة وهم يحملون فوق رؤؤسهم ( العلمانية ) تلك ( العمامة والعكاز ) التي عفت عنه الزمن.؟
فأقول لك يا أخي ويا عزيزي دينو المحترم.
أن جنابك لم تقول الحقيقة في هذا التعليق وبما أنني لا أنكر بأنه كان لكم مواقف صريحة وشجاعة أكثر من هذا وهي لماذا ترجو أو تطلب من السادة والجهات أدناه أن يقفوا بالضد من السيد أنور معاوية أسماعيل بك والذي يدعي بأنه هو الأمير الشرعي للكورد الأيزيديين خلافآ أو ردآ على منصب وأمارة أبن عمه وهو الأمير الأيزيدي الشرعي ( حاليآ ) للأيزيديين وهو السيد تحسين سعيد علي بك.؟
حيث كانت ويجب عليك وعلينا نحن الأيزيديين جميعآ وسواء كانوا في العراق وغيرها من الدول مثل تركيا وسوريا وروسيا و بشكل عام والطبقة المثقفة والسياسية بشكل خاص أن نقول الحقيقة ونطلب من العائلة ( الأميرية ) وخاصة سعادة الأمير تحسين بك أعلاه وبشكل صريح وعلني وليست تحت أسماء مجهولة مثل ( كورتان وأبو فلان ودينو ) وغيرهم من هذه الموديلات ( الخائفة ) وهي ماذا تجري بينكم من الأدوار ( المتناقضة ) يا أمرائنا الأعزاء وأبتداء من بداية الستينيات من القرن العشرين الماضي ولحد اليوم.؟
وهي أن بعضآ منكم وخاصة ذلك الأمير المرحوم ( بايزيد أسماعيل بك ) وهو عم هذا الشاب والأمير الغير منتخب وحتى الغير معروف لدى الأيزيديين أعلاه حيث كان يقول أن الكورد الأيزيديين.
( طائفة أموية وعربية القومية ) نسبة الى ذلك الخليفة ( 40 – 43 ) الهجري العربي والأسلامي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان القريشي ووصولآ الى عائلة النبي العربي والأسلامي ( محمد بن عبد المطلب ) مع كل أحترامي الى جميع مؤمنيه.؟
( أقرأوا مجلة لالش ذات العدد / 15 ص 83 ).؟
حيث توجد فيها وثيقتين رسميتين ومؤرختين في ( 18/10 و7/11 /1964 ) وهما موقعتين بأسم ( بايزيد الأموي من أمراء بني الأمية اليزيدية ).؟
وهما موجهتين الى كل من الرئيس العراقي الأسبق عبد السلام محمد عارف ومعه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر والرسالة الأخرى موجهة الى وزير الداخلية العراقي وهو يطلب فيهما بقبول الأيزيديين ضمن القومية العربية والأسؤ من هذا هو محاولة قبول وبل بيع ( 3 ) عشائركوردية أيزيدية عريقة وأصيلة ومن أهالي منطقة شنكال الى تلك الأنظمة العربية والشوفينية الذكر أعلاه.؟
ولكن نرى اليوم أن السيد والأمير الحالي تحسين بك بأحد مؤيدي ( البارتي ) ومنذ بداية تأسيسه عام 1946 وهذا لا شك فيه ولكن وبعكسه نرى أن شقيقه الأمير ( المساعد ) السيد فاروق سعيد بك أحد مؤيدي الأتحاد عام 1975.؟
وبينما بقية أفراد العائلة الأميرية والتي تتكون من عدة أفخاد ( الشجرة ) يتوزعون على بقية الحركات والأحزاب ( العربية والكوردية ) في العراق وحتى في خارجها.؟
لذا ولأجل كل ماورد أعلاه وبأختصار وهذا هو رأي ( الشخصي ) الأول والأخير أن هذه المسألة ليست صفقة ( تجارية ) أو لعبة سياسية مؤقتة وأنما هناك مسألة ( خطيرة ) وأكبر من ما يتصوره صديقي العزيز ( دينو ) المجهول وهي أن هذا الشاب ( أنور ) وكذلك السيد أمين فرحان الأمين الغير أمين على ما تسمى الحركة الأيزيدية من أجل الأصلاح والتقدم وهما يحاولون محو وأقلاع ( جذور ) وأصول وعراقة العقيدة التوحيدية الشمسانية الأيزيدية الكوردية وربطها بتلك الخلافة أعلاه.؟
فأقول وبل يجب علينا جميعآ أن نناقش هذا الموضوع وبجد والتوصل والتفصل ما بين الأيزيدي العريق والكوردي القومية واللغة واليزيدي الجديد و العربي القومية واللغة.؟
وفي الختام وأعتقد يا عزيزي دينو بأنك غير محق أن تلوم قناة الجزيرة ( البعثية ) على كل ما قمت به وستقوم به مستقبلآ من التحريض والتشيوه المتعمد ولكن لا تنسى يا صاحبي المجهول ( دينو ) أن الجميع بحاجة الى وجود مثل هذه القناة وحتى غيرها من أصحاب العمائم واللحايا المزيفة الذين كشفوا وسيكشفون العشرات من تلك الحقائق التي كانت مطمورة ومجهولة المصدر مثل أسمك الجديد دينو وهو يعني الرجل الشجاع.؟
مع تحيات صديقك الصريح ومهما كانت الأسباب بير خدر شنكالي...آخن في 22.8.2008




العرب وين والأمير أنور وين ... ؟؟؟

مع كل الإحترام والتقدير لكافة أخواني العرب وعذراً للقراء الكرام لتأخري عن الرد على تصريحات أنور لقناة الجزيرة يوم 10/8/2008 الساعة الحادية والعشرين بتوقيت مكة المكرمة، وذلك توقعاً مني بأن يقوم واحدة من الشخصيات أو الجهات المدرجة أسماءها بدوري هذا للرد على تلك التخرصات، ولكن للأسف الشديد خاب أملي، وأقول ألف رحمة على هؤلاء الأشخاص الذين منذ نعومة أظافري كانوا يسمونني ب(دينو)،
واحترماً لهذا اللقب الذي عرفت به بين أصدقائي ومعارفي أجد من الضروري أن أقوم بهذا الرد بعد سكوت هؤلاء وللسكوت غايات في نفس يعقوب.
1ـ السيد خدر بير سليمان الذي يعتبر نفسه رسولاً بين القيادة الكردية والإيزيديين.

2ـ اللجنة الإستشارية التي وضعت نفسها وسيطةً بين القيادة الكردستانية والمجتمع الإيزيدي.

3ـ جميع البيوت والمراكز الإيزيدية.

4ـ مكتب شؤون الإيزيدية في السليمانية.

5ـ مستشار رئيس الجمهورية السيد عيدو بابا شيخ.

6ـ أعضاء البرلمان العراقي والكردستاني(الإيزيديين).

7ـ جميع فروع الأحزاب الكردستانية في المناطق الإيزيدية.

8ـ بيت الإمارة.

9ـ جناب الأمير تحسين سعيد بك ولجنته الإستشارية الغير منتخبة.

10ـ الشخصيات الإيزيدية ذوية التأثير.


قد تكون حجة عدم رد هذه الجهات والشخصيات على تلك التصريحات على السيد أنور على أكبر مؤسسة إعلامية عربية(قناة الجزيرة) هو الإعتقاد الراسخ عند هذه الجهات بعدم مستحقية الرد، لكونه (الأمير) والشخصية الإيزيدية النكرة في الوسط الإيزيدي والكردستاني. أي أن الرد عليه سيجعل منه مكانة، لكن خه مكي خه ما لا يقتنع بهذا الرد أو هذه الحجة، فإني أرى بأن الرد على هكذا تصريحات على قناة مثل الجزيرة هو واجب ديني وقومي.

لهذا أسأل وأقول:

!ولاً: هل إلى هذا الحد من الجهالة وقلة المعلومات تفتقر إليها قناة الجزيرة، ولا تعلم أن للإيزيدية أميراً واحداً منذ ستين سنة ونيف، وعليه إجماع الإيزيديين وهو الأمير تحسين سعيد بك؟

ثانياً: لتعلم قناة الجزيرة أن المدعي نفسه أميراً أنور لا ينال حتى إجماع أخوانه من أهل بيته.

ثالثاً: أن مصير المناطق المتنازع عليها في ديالى وكركوك ونينوى مربوط بالإختيار الطوعي الحر عبر الإستفتاء الرسمي، بإشراف جهات دولية، بحسب ما نص عليها المادة 140 من الدستور العراقي الدائم.

وهذا الخيار ينال تأييد ودعم القيادة الكردستانية وكل أحرار العراق الذين تعهدوا على أنفسهم أن يربطو مصير بلادهم بإرادة شعبهم ضاربين عرض الحائط جرائم (سايكس بيكو) وثقافة البعث وأزلامه الذين جعلوا من العراق ساحةً جريحة وما السيد أنور إلا واحداً رخيصاً من هؤلاء الأزلام وليس هذا بجديد.

لكن للأسف الشديد أن تنزل قناة الجزيرة إلى هذا المستوى من التحريض الرخيص الذي يدفع للمزيد من سفك الدماء وإثارة النعرات الطائفية التي لم يشبع منها أسياد أنور.

فلتتقي الجزيرة الله بما تفعل من فتن وتحريض وتخدم بها أيتام البعث المتعطشين للجرائم وسفك دماء الأبرياء.

رابعاً: ليعلم كل من يريد أخذ العبر، أن 72 فرماناً وأنفالاً لم تغير من حقيقة الإنسان الإيزيدي وحقيقة انتمائه إلى الكردي والكردستاني ولالشه النوارني.

وسيكون هذا مصير الفرمان الفرمان 73 الذي نفذه أعراب البعث في جينوسايد شنكال بتاريخ 14ـ08ـ2007 بعد أن فشلت مشاريع ديكتاتورهم وصنمهم المقبور صدام في رسالته التاريخية: التعريب، التبعيث، الأنفال، والقتل الجماعي الجينوسايد..

خامساً: لنا الفخر ونعتز بأن المجلس الروحاني المتمثل بشخص الأمير تحسين سعيد بك وبابا شيخ ورئيس القوالين وبابا كافان وبيشيمام الذين يدعون إلى تطبيق المادة 140 بأسرع وقت، اليوم قبل الغد، تعبيراً عن إرادة شعبهم بالإختيار الطوعي الحر البعيد عن مراكز الجرائم ولأجل تحقيق الإرادة الحرة لشعبهم.

الكل يعلم كيف أن علي بك الكبير قد دفع رأسه في راوندوز لأجل إيزيديته، وقضى علي بك السيوازي 7 سنوات في المنفى من أجل الإيزيدية، ولأجل نفس الغاية قضى المرحوم اسماعيل بك عمره متجولاً بين مراكز القرار في كلٍّ من استانبول والشام وبغداد وحتى البصرة بعد دخول الإنكليز وروسيا القيصرية، وكذلك المرحومة الأميرة ميان خاتون قضت عمرها لنفس لغاية.

لذلك نتمنى على السيد أنور أن يفكر بالإيزيديين ويراجع أصله وفصله وكل آبائه وأجداده الأصلاء، الذيين دفعوا الكثير لأجل دينهم، وأن يتراجع عن ما ألحق بالإيزيديين وإمارتهم من سوء، وأن يعلن ندمه وأن يحتذي حذو أبائه وأجداده الأبطال، وليعلم بأن التاريخ لن يرحم أحداً.

الكل يعلم أن للإيزيدية عقيدة توحيدية ولهم خودان ولها صلة وثيقة مع أساطين التوحيد تاريخياً. وإذا كان السيد أنور لا يعرف ذلك فإن أهل العلم يعرفون ذلك. فكل العالم يعرف أن أمير الإيزيدية الوحيد هو تحسين بك الذي حصل مؤخراً على جائزة السلام، واستقبله بابا الفاتيكان بصفة رسمية، ولتعلم قناة الجزيرة التحريضية أن الطيور على أشكالها تقع.

وختاماً أقول للجزيرة، لكم أميركم ومبروك عليه وعليكم إمارته التي لن تعنينا نحن الإيزيديين بشيء. مبروك لكم وله رسالته البعثية الصدامية الشوفينية، ولكن لتعلموا وليعلم هو والجميع ممن على شاكلته، بأن مصيره سيكون مثل مصير سيده صدام الذي اقتيد إلى مصيره المحتوم من حفرته(حفرة الجرذان) التي لجأ إليها في آخر حياته، إلى عيدان المشانق.


مع تحيات دينو