الجمعة، 17 أبريل 2009

أنت قمت بتعليق الجرس يا أبو آزاد.؟


ردآ وأستغرابآ وأستفسارآ على هذا العنوان والمضمون ( المتناقض ) أدناه التي كتبه ونشره السيد والباحث التراثي الأيزيدي محمود خدر ( أبو آزاد ) المحترم قبل أيام قليلة ماضية وهو ( من يعلق الجرس ) .؟
فبعد قرأتي وتحليلاتي الشخصية المتواضعة لم أرى فيه أو أفهم منه شئ سوى أنه يحاول تشجيع وتأيد ( بعضآ ) من التجار الذين أنكروا ولا يزالون ينكرون حقيقة وأصالة عقيدتنا وقوميتنا الأيزيدية التوحيدية الشمسانية الآرية الكوردية العريقة النشأة في ( كهوف ) وجبال ( كوردستان ) الشمالية الكبرى وخاصة التلاعب بمعالم ( به رسكه ) معبد لالش النوراني.؟

فهنا ومن خلال تسمية هذا العنوان أعلاه لست بصدد أنكار حقيقة أية عقيدة وقومية كانت سوى الدفاع وبكل قوة ( سلمية وعلمية ) على ( كلام ) أو نظريات ( كافة ) الذين حاولوا في السابق ويحاولون الآن أنكار أصالتنا أعلاه ومهما كان صفتهم ( الدينية والدنيوية ) وأرتباطنا ببقية الأقوام وخاصة ( السامية ) التي وجدت في ( الصحارى ) والجزيرة العربية وبالذات عشائر أوقبائل ( القريش ) والأمويين وأفكارهم ( الجديدة ) والحديثة العهد مع كل الأحترام الى أصحابها الأصلاء وفي أية بقعة من العالم كانوا....

وكذلك أقول له وللجميع بأنني لست بصدد الدفاع عن تلك وهذه ( الأخطاء ) لا وبل الخداع المتكررة التي وقع فيه أخوتنا في ( القومية واللغة ) وهم الكورد ( المسلمون ) ومن عدة جوانب وخاصة ( الدينية ) والعكس هو الصحيح فأنا أويده بهذا الكلام وأضيف اليه أكثر وأكثر لأنه حقيقة ولا شك فيه وبدون أية مبالغة ولكنني أسأله وأحلفه بربه من أين جلبت نظريتك المشابه الى نظرية السيد والشيخ والدكتور خليل جندي المحترم.....
فماذا تعني مضمون هذه الجمل المتناقضة أدناه....

وأكرر القول .... نعم أن الكورد والأيزيدية شعب واحد يتفرق ولا يتجزء وقوميتهم واحدة ووطنهم واحد.؟

ولكنه يتناقض نفسه بنفسه عندما يقول.......
وهكذا أصبحت كلمة ( كورد ) بالنسبة للأيزيدية عمامة إسلام وعنوان أسلامي.؟
ويختتم سؤاله بهذه الجملة التجارية والمدفوعة ( الثمن ) من قبل هولاء التجار فيقول.

فلا نرحب بهذه المعرفة وبهذا الأنتشار.؟
ولأجل ذلك وأختصارآ في الرد أقول له....
1. يجب أن تشرح للقراء الكرام معنى كلمة ( كورد ) أو كرد وبشكل ( لغوي ) وتأريخي وجغرافي وكيفية أن الأيزيديين ليسوا أكرادآ بعد الآن ( قوميآ ) وليست من الناحية الدينية الحالية لأخوتنا أو ( أحفادنا ) من الكورد المسلمون أن صحت التعبير.؟
2. هل تستطيع أن تعلق الجرس وتقول أن تلك النظرية التي كانت ولا تزال تردد على لساننا جميعآ وخاصة رجال ( الدين ) بأن الشيخ ( آدي ) عدي بن مسافر الأموي رحمه الله لم يكن ( هكاري ) الأصل والجغرافية أو لم يكن يعرف الشيخ ( الكوردي ) وجميع تلك الألقاب ( مزيفة ) وليست سوى الضحك على ذقوننا.؟
وكذلك مع هذه الجملة التي تقال على لسان الشيخ ( شرف الدين ) رحمه الله عندما يقال.....
( جه وابى بده نه كوردستانى بلا قه وي بكه ن ئيمانى شه رفه دين ميره ل ديواني )
أي أعطوا الجواب لأهل كوردستان وليتمسكوا بالأيمان أن شرف الدين أمير في الديوان.

3. وأخيرآ أنصحك يا أستاذ أبو آزاد المحترم أرجو أن لا تقع في ( فخ ) هولاء التجار والبعثيين الشوفينيين وأكرر لك وللجميع وبأكثر من ( الف والف ) مرة نعم ونعم أن أخوتنا من الكورد المسلمون قد شاركوا فعلآ مع ( العرب والترك والفرس ) في محاولة أبادتنا وبشكل ( جماعي ) وفي أكثر وأكثر من مرة ولكن ومهما أجتهدت أنا وأنت وغيرنا قبلنا وبعدنا لا يمكننا ( العثور ) على أصالتنا وأسمنا ( قوميآ ) وعلى الأمان والعيش بسلام والحفاظ على عقيدتنا في أية بقعة من المعمورة سوى في كوردستان.؟

وأن كنت مصرآ ومعك هولاء التجار بأننا من الأصول ( السامية ) أو أعتمادكم على هذه الحروف أو الجملة ( ئي زي دي ) التي وجدت في منطقة سومر وبابل من جنوب العراق فأستطيع القول لك بأن تلك الجملة منقولة من ( الشمال ) بأتجاه الجنوب وعند سد الطريق فيما بيننا لا سامح الله فيمكن لكم أن تعلنوا عن قومية ( جديدة ) لكم وأقول فلا رحب من قبل ( الأغلبية ) من الأيزيديين بأية تسمية وقومية لهم سوى القومية الكوردية العريقة..........
مع تحيات بير خدر آري ...آخن في 17.4.2009




من يعلق الجرس ؟؟؟ .... الباحث أبو أزاد ....
أعجبني كثيرا أن اقتبس عنوان مقالتي عن عنوان قصة طريفة جاءت على لسان الفئران..وكلنا يعرف بأن القطط : ألد أعداء الفئران، فإذا رأت فأرة قطة، فأنها لا تتمالك نفسها، فترتعب وترتجف، فتشل حركتها وتستسلم لقدرها، ، فتكون عاجزة عن المقاومة،، وتبتلعها القطة من دون عناء.. ولهذا العنوان مغزة عميق، فهو يعكس الخوف من مواجهة الحق في مجتمع تخلف عنه، ولا يحرك ساكن تجاه خطورة أخفاء الحقيقة، خاصة في ظل شعب يقوده دين القاعدة،، وحزب يقوده طاغية، وعشيرة يقودها متهور، وحكومة يقدها دكتاتور مرعب.. فوراء هذا العنوان قصة أبتكرها رجل حكيم على لسان الفئران، فخاف هذا الحكيم أن يحكيها على لسان شعبه، فأراد بهذه القصة أن ينشر الوعي بين قومه، ولو على لسان فئران رغم كونها أضعف المخلوقات في بلده،، ولعلى القصة تشجعهم على مناهضة الباطل و قول الحق ،، و مع الأسف ، فأن التجارب علمتنا نحن معشر الأيزيدية: بأن الذي يقول كلمة الحق ويخاطر بنفسه من أجل الآخرين..في النهاية يموت حزينا منسيا وخاسرا كل شيء وحتى حياته.. تقول القصة: في ذات يوم..ظهرت في عين سفني .. قطة عملاقة متوحشة شرسة جدا.. ففوجئت بها فئران عين سفني .. وكان خبر وجوده بين الفئران ، كوقع الصاعقة بينها،، فارتعشت الفئران خوفا وخفقت قلوبها رعبا ، فلازموا جحورهم طوال الليل والنهار،، فضعفت أجسادهم جوعا ، وأصيبوا بالهستريا والجنون،، من هول الوحش الذي حل بينهم،، وعلى هذا المنوال قضوا أياما، وهم يحفرون الأنفاق بين المنازل، كي يؤمنوا لأ نفسهم طريق يصلهم إلى قاعة المؤتمرات،،لكي يقيموا مؤتمرا على غرار مؤتمراتنا،، ولعلهم يحلوا مصابهم الجلل، وأخيرا ألتحم المؤتمرون في قاعة الفئران الكبرى، للنظر في أوضاعهم الطارئة، والبحث حول السبل التي تنقذهم من القط العملاق .. بأقل الخسائر.. فخيم الصمت على المؤتمرين زهاء ساعتين، خلال هذه المدة لم يحرك أحدهم شفتيه، وكاد الصمت الخوف واليأس يخنقهم، وكان ممكنا سماع صوت دقات قلوبهم خارج قاعة المؤتمر..وأخيرا تشجع أحد الفئران ورفع يده،، و قبل أن ينطق ،، هتف المؤتمرون بحياة ذلك الفأر الذي رفع يده، وتعالت أصوات الهتافات والزغاريد، من الفرح والسعادة لأن زميلهم الفأر رفع يده ،، وأخيرا استيقظوا من حلمهم الجميل على دقات مطرقة الزعيم وهو يطرق المنضدة لكي يهدأ المؤتمرون،، فجلس الجميع في مقاعدهم، وعاد الصمت إلى القاعة.. وهنا سأل الزعيم الفار المعني: قول يا بني ما عندك من الكلام: أجابه الفأر: يا سيدي لقد خطرت في ذهني خطة يمكنها أن تخلصنا من أذية القط العملاق،، الزعيم : كيف ؟ الفأر: نربط جرس بذيل القط ،، ومن صوت الجرس سنعرف وجود القط العملاق في أي محلة،، و نحن نذهب إلى محلة أخرى،،وقبل أن ينهي الفأر كلامه .. نهض المؤتمرون وهم يهتفون بحياة الفأر الذكي ، وعادوا يرفعونه من جديد،، وكاد صوت الهرج والمرج يمزق جدران القاعة..ولكن توقف الكل مرة أخرى على دقات مطرقة الزعيم على المنضدة،، وجلس الكل كالسابق وعيونهم لا تفارق الزعيم، وكلهم أمل بأنه سينطق بكلمة خير.. وأخيرا نطق الزعيم وقال : يا أيها الفئران .. من فيكم يعلق الجرس؟ فعاد المؤتمرون إلى البكاء وخيبة الأمل والحزن واليأس، فطارت أحلامهم مع الريح وكتب عليهم أن يعيشوا في ضل القط العملاق المتوحش، مثلما يحدث لنا هنا وهناك.. وكمدخل لبعض الأفكار التي أطرحها في هذا السياق .. نعيد إلى الأذهان ما حدث للأيزيدية في حوادث عام (1975) حينما اندلعت الحرب بين نظام البعث والحركة الكوردية بقيادة المناضل البرزاني ملا مصطفى رحمه الله.. فخرج جميع الأيزيدية في منطقة الشيخان بعيد اندلاع الحرب بين نظام الحاكم والحركة الكوردية على أثر اتفاقية الجزائر لعام 1975،، ومنهم من قصد الجبل ، ومنهم من قصد بيت الأمارة في باعدرا ومنهم من قصد مدينة الموصل،، والذين قصدوا الجبل، وقد عبروا عن مشاعرهم المؤيدة للحركة الكوردية رغم قلتهم، والذين قصدوا الموصل كان عددهم أكثر من الذين قصدوا الجبل ، وكان لجوءهم من باب التظاهر المؤيد للنظام من باب الخوف، وكشهادة حسن السلوك تثبت عدم علاقتهم بالحركة.. والذين قصدوا باعدرا كان أكثر المهاجرين،، وهذا يعني أنهم ربطوا مصيرهم بمصير بيت الأمارة بكل صدق أينما ذهبوا ومهما فعلوا، ولم يهمهم غضب قادة الحركة الكوردية ولا غضب قادة النظام.. وما فعله بيت المير في هذه الظروف الحرجة والمعارك الدائرة بين الحركة الكوردية والحكومة، والحقيقة المرة لم يكن في بيت الأمارة مسئول يدير شؤون بيت الأمارة وكذلك شؤون الأيزيدية، خاصة الذين لجئوا إليهم،، ومع غياب غرفة العمليات لمعالجة الوضع الخطير هذا ،، فكان الأمير تحسين بك حينذاك في (كلا لا) هاربا من النظام الحاكم،، وكانت ( داي خوخي) أم الأمير تحسين بك تستشار كمستشارة نيابة عن لأمير البعيد .. وبقيت العلاقة الحقيقية بين جبال كوردستان الأيزيدية رهينة في ذمة الوعي القومي لدى الكورد وبين مصالح الأمير تحسين بك.. و(داي خوخي) كانت تشجع الأيزيدية على الالتحاق بالحركة الكوردية،،دعما لمكانة أبنها الأمير تحسين بك الضيف عند قيادة الحركة الكوردية " بينما أبناء بيت الأمارة آثروا البقاء في باعدرا،، مفضلين الحياد بين الحركة الكوردية والدولة.. وبقي الأيزيدية الملتحقين بالجبل على هاجسهم يخشون من رفض الكورد لهم من الناحية الدينية، وهناك تجارب مريرة من هذه الناحية مع الكورد ،، ولا زال الوعي الكوردي القومي لم ينضج إلى مستوى قبول التعايش مع الأيزيدية بسلام، وقد لا ينضج هذا الوعي ما دام الإسلام دينهم.. و خوف الأيزيدية من الدولة لا يتغير ،، فهم أكثر الناس تجربة مع هذه الدولة وغيرها عبر تاريخهم الطويل..وفي كل الأحوال فأن الأيزيدية ليسوا أصحاب القرار، ولا هم سلطة أو جهة مؤثرة،، ومع ذلك قلوبهم وميولهم مع الكورد،، بينما قلوب الكورد وميولهم مع الدين الإسلامي ..الذي يحلل قتل الأيزيدية،، وإذا كان المحتلون الغرباء قد قتلوا نصف الأيزيدية ،، إلا أن الكورد قتلوا النصف الآخر من الأيزيدية .. ولا زال هاجز الخوف من النزعة لإسلامية لدى الكورد يعشعش في قلوب الأيزيدية،، والأحزاب الكوردية لم تقوم بواجبها تجاه الأيزيدية في هذا المجال، وضل الأيزيدية يعانون من ازدواجية الكوردية بين أعمالهم وأقوالهم أفعالهم ،، فعندما يحتاجون إلى الأيزيدية..يقولوا: أنهم أصل الكورد، وفي نفس الوقت يحملونهم تهمة التقصير النضالي من أجل الكورد وكوردستان ،، وعندما يلتحق أبناء الأيزيدية إلى صفوفهم ،، لا يرحبوا بهم ،، لكونهم ئيزيدية "عدو دين"،، فأصبحت المعادلة الكردستانية عمليا تخوف الأيزيدية،،ولا مفر من هذه الحقيقة،، فأينما يوجد كوردي في كوردستان يوجد مسلم عدو دين.. وأينما يوجد ئيزيدي.. يوجد كوردي،، عدو الدين أيضا.. ومن منظور هذه المعادلة يتعامل الكورد والأيزيدية تجاه بعضهم البعض، مع خروقات مصالح فردية هنا وهناك..وما ينبغي ذكره،هو: أن الحركة الكوردية في مرحلتها النضالية، كانت تنتقل من جبل إلى جبل،،وكانت بحاجة إلى مقاتلين وإلى دعم مادي ومعنوي من الكورد والأيزيدية وحتى من غيرهم ،،وهذا يعني بأن الكورد كانوا بحاجة إلى دعم الأيزيدية في كل النواحي،، بينما لم يكن عند الكورد ما يعطوه للأيزيدية،، وهذا يدل على أن الأيزيدية في تلك الفترة ساهموا في الحركة الكوردية من جراء مشاعرهم القومية، بعيدا عن المصالح المادية ،، وبصورة عامة كانت نسبة مساهمة الأيزيدية في الحركة الكوردية: يوازي نسبة انفتاح الكورد لهم .. وفق هذه المعادلة،، لم يتجاوز عدد المناضلين من الأيزيدية في بداية الحركة الكوردية عدد أصابع اليد، ونذكر منهم السيد مهمد خضر عصمان من سكنة عين سفني،،الذي غامر بوظيفته وأنخرط في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومارس مهامه الحزبية في خابات الشيخان.. وبعد الانتكاسة في الستينات أدخل السجن لسنوات،، فتعفنت جروحه من جراء التعذيب وكاد يموت لولا عناية الله..والنتيجة همشه الحزب في وقت الخير، بدلا من أن ينال استحقاقه،،وأذكر الشهيد الشيخ حيدر بابا شيخ الذي كان ناشطا في الاستخبارات الحزب الديمقراطي الكوردستان..قتله بيت العباوي بعد أن لمع نجمه السياسي في المنطقة،،وأنا أشهد له بأنه كان مسئول العلاقات الاستخبارات بين شيخان عقرة وشقلاوة ،ولم يذكره أحد إلى يومنا هذا،، ومن ثم برز المناضل على جوقي وكان قياديا في منطقة الشيخان وغيرها، وفي هذه الفترة أيضا برز المناضل القيادي صالح نرمو وحسن نرمو، والشهيد حجي الذي أستشهد في ألقوش،،وألتحق الأمير معاوية بالحركة الكوردية وضل ضيفا على الزعيم البرزاني الخالد خمسة سنوات ولم ينال ما يستحقه فأضطر على أشياء لم يؤمن بها في سبيل لقمة العيش، ولما اشتدت معارضته للنظام سقته المخابرات شربتهم القاتل المعروف،، فمات شهيدا.. وهناك آخرون لم أتذكرهم ، وفيما بعد ظهر المناضل محمود ئيزيدي، وهو قد أحيا الحركة الكوردية في منطقة بادينان من الصفر،، وبرز معه المناضل سلو خدر،، وكانت النتيجة قتل محمود ئيزيدي على يد كوردي مقاتل في الحركة الكوردية ،،التي أسسها محمود ئيزيدي بنفسه.. وعلى هذا النحو الواقع المرير كانت تتحدد نسبة مشاركة الأيزيدية بالحركة الكوردية،، ووفق هذا الهاجس.. هاجر أكثرية الأيزيدية في الشيخان أثناء حوادث كوردستان لعام 1975 إلى باعدرا للاحتماء بخيمة بيت الأمارة ،، بدلا من خيمة الحركة الكوردية أو خيمة الدولة.. بينما كان الكورد يقاتلون الحركة الكوردية كمرتزقة،،وشتان بين من لا يلتحق في الحركة الكوردية وهو على الحق ،، وبين الكوردي الذي كان يحمل سلاح العدو ويقتل المناضلين في الحركة الكوردية.. وأكرر القول: نعم أن الكورد و الأيزيدية شعب واحد.. يتفرق ولا يتجزأ، وقوميتهم واحدة ووطنهم واحد، وكان الجميع يعتنقون الديانة الأيزيدية،، وكانت الديانة القومية للكورد جميعا.. ولكن الفتوحات الإسلامية، فرقت الشعب الأيزيدي إلى مقاوم ئيزيدي و مستسلم كوردي، و الذين لم يعتنقوا الإسلام بقوا على دينهم الأيزيدي،،والذين استسلموا أصبحوا يعرفون بالكورد،، ومع الوقت اكتشفوا الكورد بأن الدين الإسلامي يرفض التعايش مع غير الإسلام..وليس هذا وإنما يدعو إلى قتل من لم يكن مسلم .. وهذا ما فعله الكورد بأشقائهم الأيزيدية ،، والتاريخ السومري البابلي والآشوري يؤكد حقيقة واحدة،، وهي: أن الأقوام الغازية كانت تسمي من جانبها الشعوب المستهدفة بالاحتلال .. بأسماء حقيرة لا يرضى بها أحد،، والغاية من ذلك، كي يشمئز منهم مقاتليها ،، والواقع أن الأسماء المكروهة حفزت على تشويق جند الغزاة على قتل أبناء الشعب الأيزيدي المحتل..وضل الفاتحون يصرون على تسمية الشعب الأيزيدي بأسماء مكروهة ومرفوضة.. فجاءت الكوردية بالفاض عديدة، وحسب لغة الغزاة ولهجاتهم.. فيا ترى ما هي معنى كلمة (الكورد) ومقاصدها؟ ولكن تاريخ الأيزيدي أثبت على تنافر أجدانا والأيزيديين من كلمة الكورد ،، ولم يرتاحوا لها، وهي: لا تذكر بهذا الاسم في نصوص الديانة الأيزيدية، وهذا يدل على أن كلمة الكورد باتت غير مستحبة،،ومع ذلك نضطر إلى القول: بأن لغة النصوص الديانة الأيزيدية كورديا ،، ولو لا أغلبية المستسلمين هم من الأيزيدية لما أنتشر اسم الكورد بين الأمم ،، بينما الديانة الإسلامية تؤكد على اللغة العربية وكما جاء في القرآن (أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون).. وكان أجدادنا يتنافرون من كلمة (الكورد) ويرفضونها في وجه الغزاة، ولكن الغزاة كانوا يصرون على تسمية للمستسلمين من الأيزيدية بالكورد بدلا من الأيزيدية للتميز بين المستسلم والأيزيدي،، وحسب قانون حكم القوي على الضعيف.. وكان المحتلون يذكرون اسم الكورد على نطاق رسمي .. ومع مرور الزمن نسي الأيزيدية والكورد معا معنى كلمة الكورد .. وتأكيدا على ذلك ما نلاحظه عندما يقابل شخص غريب شخص ئيزيدي لم يسمع باسمهم، وعندما يسأل من أنت؟ يجيبه: أنا ئيزيدي، وإذا أستغرب الغريب مما سمع، وهو لم يسمع من قبل كلمة ئيزيدي ،، والفضول يدفعه للمزيد من الإيضاح، فيكرر السؤال، وعندما تتعقد المسألة ويبرز المحذور، فيختصر الأيزيدي الطريق ، ويقول له: أنا كوردي،، يقولها بمضض وهو مضطر على أن يعرف نفسه بهذا الاسم بعد أن أصبحت معروفة بين الناس، وحتى لو كانت مكروهة بالنسبة له ، وعلى سيبل المثال أعرف عائلة محترمة تعيش في مجمع باوان ، ومن باب الحسد و الكراهية، لقب جماعة من الباوان رب الأسرة السيد خدر بن مادو بلقب (خدر طفري) بمعنى خدر بن فجل.. حاول العم خدر وأبناءه منع الناس من هذه التسمية، وما حدث أنه انتشرت التسمية بين الناس بسرعة البرق، والنتيجة إذا سألت أحد أبناء العم خدر من أنت سيجيبك أنا فلان أبن خدر مادو، وعندما يتأكد بأن السائل لا يعرف شخص باسم خدر مادو، عندئذ يضطر إلى القول: أنا أبن خدر طفري، عند ذلك سيهز السائل رأسه ويقول له والآن عرفتك،، وهناك أمثلة كثيرة لمثل هذه الحالة.. وذات الشيء مع الشخص (أمازيغي) يسكن بلاد المغرب.. فهم سكان بلاد المغرب الأصلين، وكانوا يتعرضون للغزاة والاحتلال، ومن ثم تعرضوا إلى الفتوحات الإسلامية، ومن المفروض أن يصف (الأمازيغي ) المحتل بالبربري نتيجة غزوهم البلاد من دون حق وبالعنف والوحشية،، ولكن من منطلق حكم القوي على الضعيف،، قلب المحتلون الموازين فسموا أنفسهم رسل السلام وسموا مقاومة الشعب (الأمازيغي) المسحوق بالبربرية، وما حدث بأن المحتلون ضلوا يسمون الشعب (الأمازيغي) " بربر" في كل المناسبات، ، وحاولوا محوا تسمية الأمازيغي من الوجود، ونتيجة هذا الإصرار من جانب المحتلين، رضخ الشعب (الأمازيغي) ورغم اعتناقهم الإسلام إلى قبول هذه التسمية ولو بمرارة،، فإذا سألت شخص أمازيغي من أنت سيجيبك أنا أمازيغي، وعندما لا تفهمه وتكرر السؤال.. سيجيبك الأمازيغي مضطرا..أنا بربري..عند ذاك ستهز له رأسك و تذهب في حال سبيلك.. ومن المؤكد بأن منشأ كلمة الكورد قد ظهرت في وادي الرافدين ومنها أخذها المؤرخون اليونانيون وغيرهم، ورغم مرور زمن طويل على وجودها بين مفردات لغة السومريين والبابليين والأشوريين..إلا أنها لم يعترف بها الأيزيدية إلا في الحالات الاضطرارية، مما جعلهم ينسون معانيها وماهيتها ومنشأها، وما يؤكد هذا الرأي هو: البحث المتواصل من قبل الكورد أنفسهم عن معانيها بين قائمة طويلة من الكلمات الشبيه اللفظ مع لفظة كلمة الكورد، وهذا لا يعني بالضرورة أن المعنى غير موجود، ولكن الكورد لن يرضوا بأي معنى لا تعجبهم..ولكنهم مضطرون على التمسك بها لأنهم استسلموا،و توجه استسلامهم بهذه التسمية،، بينما لا يهتم لها الأيزيدية، لأن الأيزيدية موجودة، و يصرون على التمسك بهذه الهوية التي تنتسب إلى اسم الله (ئيزيد) وهي.. عنوانهم الديني والقومي، وكانوا دوما يرفضون الانتساب إلى كلمة الكورد المجهولة المعنى..وهذا التنافر ليس وليد الساعة وإنما ظهرت على لسان المحتلين، وزادة أكثر بعد الفتوحات الإسلامية..ومنذ بتلك الفترة و الفاتحون يصرون على محوا تسمية الأيزيدية من خارطة " ئيزيدخانة" وكتب على أجدادنا أن يواجهوا الفاتحين المتفوقين بالعدد والعدة، وهم يصرون على تطهير "ئيزيدخانة" من الأيزيدية.. بالإرهاب وقتل كل من لا يعتنق الإسلام ، ولا يكفر و يلعن بدينه.. ومن ثم يعطوه سيفا ويأمروه بقتل ئيزيدي أسير موثوق اليدين والقدمين، وكانوا يأمرون البعض على قتل أحد أفراد بيته، وكان يهدر دم كل من لا يذكر الديانة الأيزيدية بالسوء ، ويقتلوا كل من يرى ئيزيدي ولا يخبر عنه..و لو شاء القدر وأعتنق الأيزيدية الديانة المسيحية قبل ظهور الإسلام ..لما تغيرت تسميتهم الأيزيدية وكذالك لاحتفظت بلادهم بهويتها " ئيزيدخانة " ولما ظهرت تسمية الكورد و كوردستان.. وهذا ما حصل مع الأشوريين بالضبط، ونحن نعرف حق المعرف بأن الأشورية دين وقومية كالأيزيدية، وعندما اعتنقوا الديانة المسيحية بقيت أشوريتهم في المسيحية، والمتغير في المعادلة هو تغير المشاعر الروحية الدينية من إله أشور إلى السيد المسيح، والإبقاء على إله أشور كإله قومي فقط.. وانصهر دين أشور في الدين المسيح، وبقي أشور القومي إلى يومنا هذا.. ولكن لو قاوم البعض من الأشوريين الديانة المسيحية كما فعل الأيزيدية مع الإسلام.. لأنقسم الأشوريون بين أشور كدين وقومية وبين المسيحية كدين فقط ..في هذه المعادلة لن يستطيع الأشوريون المسيحيون الاحتفاظ بأشوريتهم ولو من باب القومية..لأن الدين المسيحي سيرفض ذلك بحجة أن الأشورية دين سابق..ولكن من حسن حظهم أعتنق جميع الأشوريين الديانة المسيحية، فلا عائق أمام الأشوريين كي يحتفظوا بأشوريتهم من الباب القومية.. ولو شاء القدر ولم يعتنق الأشوريون الديانة المسيحية حتى الفتوحات الإسلامية، وفرض عليهم الإسلام كما فرض على الأيزيدية .. ولو أفلت منهم مجموعة أشورية، وظلت تقاوم الإسلام..لحدث لهم مثلما حدث للأيزيدية.. وفي هذه الحالة لم يستطيع الأشوريون أن يكونوا أشوريون ومسلمون في وقت واحد، بسبب وجود الأشوريين الدين والقومية، والإسلام لن يقبل أن يحتفظ المسلمين الأشوريين بأشوريتهم ولو من باب القومية طالما الديانة الأشورية موجودة..ولو أن الأشوريين جميعا اعتنقوا الإسلام، لكان ممكنا أن يحتفظوا بأشوريتهم، فيقال لهم الأشوريون المسلمون، كما يقال لهم اليوم الأشوريون المسيحيون.. وهذا ما حدث مع الأيزيدية بالضبط..ولو شاء القدر أن أعتنق جميع الأيزيدية الديانة الإسلامية..لكان ممكنا أن يكونوا ئيزيديون مسلمون، ولكن بسبب وجود الأيزيدية "الديانة القومية" لا يمكن احتفاظ الأيزيدية المسلمين بهويتهم الأيزيدية، وفي هذه الحالة عليهم أن ينتسبوا إلى أي تسمية تبعدهم عن الأيزيدية،، ولو أن الكوردية مجهولة المعنى بالنسبة لهم.. ولولا العنف الذي أشرنا إليه لما قبل الأيزيدية المستسلمون الهوية الكوردية، وهم لا يعرفون معانيها، ولكن قبولهم كان تحت تلويح السيف العربي.. فأصبحت كلمة كورد بمثابة عمامة إسلامية.. فلا فرقة بين الكوردي وبين الذي يضع عمامة الإسلام فوق رأسه.. وهذا يذكرني بفلم بلغاري يصور الفتوحات التركية باسم الإسلام، وبعد شواهد مرعبة يتم سيطرة الترك على البلغار، والذي كان يريد أن يسلم عنقه من السيف الإسلامي التركي كان يسرع إلى شخص واقف على تلة من العمائم ،، و كان هناك رجل يضع عمامة فوق رأس كل من يستسلم، فيخرج بأمان من الساحة، والبلغار ينظرون إلى كل من يضع العمامة على رأسه نظرة الاحتقار..وأنا أحتفظ بهذا الفلم..وهكذا أصبحت كلمة كورد بالنسبة للأيزيدية عمامة إسلام وعنوان إسلامي، ولو ذكرنا رجل أفغاني، سيبادر إلى ذهننا فورا رجل مسلم ، وهكذا الفارسي والباكستاني وكذلك الكوردي .. وهكذا أستطاع الفاتحون والمحتلون زرع الانشقاق بين الأيزيدية الأيزيدية..وهذا لا يزول إلا بزوال الإسلام أو الأيزيدية الباقون.. ولا زال المسلمون يصرون على أجبار ما تبقى من الأيزيدية على قبول الإسلام .. ولا زال الأيزيدية يصرون على تمسكهم بهويتهم الأيزيدية..و في الفترة الأخيرة بدأ الأيزيدية يتقبلون الكوردية لأسباب قومية ولكن بفتور.. ولا يعترفون بها إلا مضطرين..ورغم الوعي القومي المتفجر، و لا زال الكوردي يضع الدين الإسلامي حاجزا ليس ككل الحواجز بينه وبين شقيقه الأيزيدي، فوراء الحاجز مليار جهادي لمن يتجاوز حدوده.. الأيزيدية يواجهون معادلة كوردية صعبة، فإما أن يكون الكوردي قومي لا ديني مكبل بالخوف من الجهاديين، وما أكثرهم، وإما أن يكون الكوردي ديني متعصب لا يرضى بأقل من محو اسم الأيزيدية من الخريطة.. والكوردي لا يذكر اسم الأيزيدية من دون أن يتعوذ من الشيطان .. بينما الدين الأيزيدي هو دين أجداده وإباءه ودين قوميته،، وهو الذي حفظ تراث قومه وحافظ على لسانه، ومن الطبيعي أن يرفض الأيزيدي القول: أنا كوردي، فيساوي نفسه بالذي أعتنق الإسلام الذي يكفر دينه ويرفض التعايش معه ويحلل قتله ويهين كرامته.. و منذ فترة ليست بعيدة كان الأيزيدية غير معروفون خارج مدينة الموصل، ولكن في الآونة الأخيرة انتشر اسمهم في العالم الإسلامي كعباد إبليس وكفرة مارقين وحلل علماء الإسلام قتلهم إن لم يعتنقوا الإسلام..فلا نرحب بهذه المعرفة ولا بهذا الانتشار..